الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : يعني الزكاء .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أعمال البر كلها .

                                                                                                                                                                                                                                        وقلوبهم وجلة أي خائفة .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 59 ] قال بعض أصحاب الخواطر : وجل العارف من طاعته أكثر من وجله من مخالفته لأن المخالفة تمحوها التوبة ، والطاعة تطلب لتصحيح الغرض .

                                                                                                                                                                                                                                        أنهم إلى ربهم راجعون فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : يخافون ألا ينجوا من عذابه إذا قدموا عليه .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : يخافون أن لا تقبل أعمالهم إذا عرضت عليهم . روته عائشة مرفوعا .

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل : أولئك يسارعون في الخيرات يحتمل وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : يستكثرون منها لأن المسارع مستكثر .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : يسابقون إليها لأن المسارع سابق .

                                                                                                                                                                                                                                        وهم لها سابقون فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : وهم بها سابقون إلى الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : وهم إلى فعلها سابقون .

                                                                                                                                                                                                                                        وفيه وجه ثالث : وهم لمن تقدمهم من الأمم سابقون ، قاله الكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية