الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      من يلي الإمام ثم الذي يليه

                                                                                                      807 أخبرنا هناد بن السري عن أبي معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال أبو مسعود فأنتم اليوم أشد اختلافا قال أبو عبد الرحمن أبو معمر اسمه عبد الله بن سخبرة

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      807 ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) قال في النهاية : أي إذا تقدم بعضهم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبهم وفشا بينهم الخلف ( ليليني منكم ) قال النووي : هو بكسر اللامين وتخفيف النون من غير ياء قبل النون ، ويجوز إثبات الياء مع تشديد النون على التوكيد ( أولو الأحلام والنهى ) أي ذوو الألباب والعقول ، واحدها حلم بالكسر ، فكأنه من الحلم الأناة والتثبت في الأمور ، وذلك من شعائر العقلاء ، وواحد [ ص: 88 ] النهى نهية بالضم ، سمي العقل بذلك ؛ لأنه ينهى صاحبه عن القبيح ، وقال النووي : أولو الأحلام هم العقلاء ، وقيل : البالغون ، والنهى بضم النون : العقول ، فعلى قول من يقول : أولو الإحلام العقلاء يكون اللفظان بمعنى ، فلما اختلف اللفظ عطف أحدهما على الآخر تأكيدا ، وعلى الثاني : معناه البالغون العقلاء ، وقال أبو علي الفارسي : يجوز أن يكون النهى مصدرا كالهدى ، وأن يكون جمعا كالظلم ( ثم الذين يلونهم ) قال النووي : معناه الذين يقربون منهم في هذا الوصف




                                                                                                      الخدمات العلمية