الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5387 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12374إبراهيم بن سعد عن nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12031أبو سلمة بن عبد الرحمن وغيره أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=655278إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=23996_32161لا عدوى ولا صفر ولا هامة فقال أعرابي يا رسول الله فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها فقال فمن أعدى الأول رواه الزهري عن أبي سلمة وسنان بن أبي سنان
قوله : ( باب لا صفر وهو داء يأخذ البطن ) كذا جزم بتفسير الصفر ، وهو بفتحتين . وقد نقل nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة معمر بن المثنى في " غريب الحديث " له عن يونس بن عبيد الجرمي أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=15876رؤبة بن العجاج فقال : هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس ، وهي أعدى من الجرب عند العرب . فعلى هذا فالمراد بنفي الصفر ما كانوا يعتقدونه فيه من العدوى . ورجح عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا القول لكونه قرن في الحديث بالعدوى . وكذا رجح الطبري هذا القول واستشهد له بقول الأعشى "
ولا ولا يعض على شرسوفه الصفر
والشرسوف بضم المعجمة وسكون الراء ثم مهملة ثم فاء : الضلع ، والصفر دود يكون في الجوف فربما عض الضلع أو الكبد فقتل صاحبه ، وقيل : المراد بالصفر الحية لكن المراد بالنفي نفي ما كانوا يعتقدونه أن من أصابه قتله ، فرد ذلك الشارع بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل . وقد جاء هذا التفسير عن جابر وهو أحد رواة حديث لا صفر قاله الطبري . وقيل : في الصفر قول آخر ، وهو أن المراد به شهر صفر ، وذلك أن العرب كانت تحرم صفر وتستحل الحرم كما تقدم في كتاب الحج ، فجاء الإسلام برد ما كانوا يفعلونه من ذلك فلذلك قال - صلى الله عليه وسلم - : لا صفر ، قال ابن بطال : وهذا القول مروي عن مالك ، nindex.php?page=treesubj&link=17264والصفر أيضا وجع في البطن يأخذ من الجوع ومن اجتماع الماء الذي يكون منه الاستسقاء ، ومن الأول حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=847781صفرة في سبيل الله خير من حمر النعم أي جوعة ، ويقولون صفر الإناء إذا خلا عن الطعام ، ومن الثاني ما سبق في الأشربة في حديث ابن مسعود nindex.php?page=hadith&LINKID=847782أن رجلا أصابه الصفر فنعت له السكر أي حصل له الاستسقاء فوصف له النبيذ ، وحمل الحديث على هذا لا يتجه ، بخلاف ما سبق . وسيأتي شرح الهامة والعدوى كل منهما في باب مفرد .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح ) هو ابن كيسان ، وقوله : " أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وغيره " وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17381يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عند مسلم في هذا الحديث أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، وقوله في آخر الباب : " رواه الزهري عن أبي سلمة وسنان بن أبي سنان " يعني كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وسيأتي ذلك في " باب لا عدوى " من رواية شعيب عن الزهري عنهما ، وفيه تفصيل لفظ أبي سلمة من لفظ سنان ، ويأتي البحث فيه هناك إن شاء الله - تعالى - .