الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ومنهم الذين يؤذون النبي . الآية . أخرج ابن إسحاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : كان نبتل بن الحارث يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجلس إليه فيسمع منه، ثم ينقل حديثه إلى المنافقين، وهو الذي قال لهم : إنما محمد أذن، من حدثه شيئا صدقه . فأنزل الله فيه : ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : اجتمع ناس من المنافقين؛ فيهم جلاس بن سويد بن صامت ومخشي بن حمير، ووديعة بن ثابت، فأرادوا أن يقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم، فنهى بعضهم بعضا، وقالوا : إنا نخاف أن يبلغ محمدا فيقع بكم . وقال بعضهم : إنما محمد أذن، نحلف له فيصدقنا . فنزل : ومنهم الذين يؤذون النبي الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن [ ص: 422 ] عباس في قوله : ويقولون هو أذن يعني أنه يسمع من كل أحد، قال الله عز وجل : قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين يعني يصدق بالله ويصدق المؤمنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ويقولون هو أذن أي يسمع ما يقال له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ويقولون هو أذن يقولون : سنقول له ما شئنا، ثم نحلف له فيصدقنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن عطاء قال : الأذن الذي يسمع من كل أحد ويصدقه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الضحاك في قوله : يؤمن بالله قال : يصدق الله بما أنزل إليه، ويؤمن للمؤمنين يصدق المؤمنين فيما بينهم؛ في شهاداتهم وأيمانهم، على حقوقهم وفروجهم وأموالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن عمير بن سعد قال : في أنزلت هذه الآية : ويقولون هو أذن وذلك أن عمير بن سعد كان يسمع أحاديث أهل المدينة، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيساره، حتى كانوا يتأذون بعمير بن [ ص: 423 ] سعد وكرهوا مجالسته وقالوا : هو أذن . فأنزلت فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية