الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1785 (باب إباحة ما أهدي من الصدقة لآل النبي صلى الله عليه وآله وسلم)

                                                                                                                              وقال النووي : (باب إباحة الهدية: للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولبني هاشم، وبني المطلب، وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة.

                                                                                                                              وبيان أن الصدقة إذا قبضها المتصدق عليه، زال عنها وصف الصدقة، وحلت لكل أحد: ممن كانت الصدقة محرمة عليه) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 182 ج 7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أنس بن مالك قال: أهدت بريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لحما تصدق به عليها. فقال: هو لها صدقة ولنا هدية ] وفي حديث آخر عن جويرية "زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم": (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال ؟"هل من طعام؟" قالت: لا والله يا رسول الله ما عندنا طعام إلا عظم من شاة أعطيته مولاتي من الصدقة، فقال: "قربيه فقد بلغت" محلها . بكسر الحاء.

                                                                                                                              [ ص: 510 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 510 ] (الشرح)

                                                                                                                              أي: زال عنها حكم الصدقة، وصارت حلالا لنا.

                                                                                                                              وفيه: دليل على أن لحم الأضحية، إذا قبضه المتصدق عليه، وسائر الصدقات، يجوز لقابضها بيعها، ويحل لمن أهداها إليه، أو ملكها منه بطريق آخر.

                                                                                                                              وقال بعض المالكية: لا يجوز بيع لحم الأضحية لقابضها. والحديث حجة عليه.

                                                                                                                              وفي حديث عائشة : (قالت: وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم بقر، فقيل: هذا ما تصدق به على بريرة، فقال: " هو لها صدقة، ولنا هدية ") وفي لفظ: "وهو لنا منها هدية.

                                                                                                                              وفي آخر: " هو عليها صدقة. ولكم هدية فكلوه ".

                                                                                                                              وفي هذا: دليل على تحليل لحم البقر.

                                                                                                                              وليس فيه تصريح، بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكله، وإن كان فحوى الخطاب يدل عليه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية