الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      كم مرة يقول استووا

                                                                                                      813 أخبرنا أبو بكر بن نافع قال حدثنا بهز بن أسد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول استووا استووا استووا فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      813 ( فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي ) قال المحققون : الصواب المختار : أنه محمول على ظاهره ، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم انخرقت له فيه العادة ، قال ابن المنير : لا حاجة إلى تأويله ؛ لأنه في معنى تعطيل لفظ الشارع من غير ضرورة ، وقال القرطبي : حمله على ظاهره أولى ؛ لأن فيه زيادة كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكذا نقل عن الإمام أحمد وغيره ، ثم إن ذلك الإدراك يجوز أن يكون برؤية عينه انخرقت له العادة فيه أيضا ، وكان يرى بها من غير مقابلة ؛ لأن الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضو مخصوص ، ولا مقابلة ولا قرب ، وإنما تلك الأمور عادية ، ويجوز حصول الإدراك مع عدمها عقلا ، وقيل : كانت له عين خلف ظهره يرى بها من وراءه دائما ، وقيل : كانت بين كتفيه عينان مثل سم الخياط يبصر بها ، ولا يحجبهما ثوب ، ولا غيره ، وقيل : بل كانت صورهم تنطبع في حائط [ ص: 92 ] [ ص: 93 ] قبلته كما تنطبع في المرآة فيرى أمثلتهم فيها فيشاهد أفعالهم




                                                                                                      الخدمات العلمية