الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
538 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15304أبو معمر هو عبد الله بن عمرو قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث عن nindex.php?page=showalam&ids=15716الحسين قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل المزني nindex.php?page=hadith&LINKID=650530أن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=890لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب قال الأعراب وتقول هي العشاء
قوله : ( ( باب من كره أن يقال للمغرب العشاء ) قال الزين بن المنير : عدل المصنف عن الجزم كأن يقول باب كراهية كذا لأن لفظ الخبر لا يقتضي نهيا مطلقا ، لكن فيه النهي عن غلبة الأعراب على ذلك ، فكأن المصنف رأى أن هذا القدر لا يقتضي المنع من إطلاق العشاء عليه أحيانا ، بل يجوز أن يطلق على وجه لا يترك له التسمية الأخرى كما ترك ذلك الأعراب وقوفا مع عادتهم ، قال : وإنما شرع لها التسمية بالمغرب لأنه اسم يشعر بمسماها أو بابتداء وقتها ، وكره إطلاق اسم العشاء عليها لئلا يقع الالتباس بالصلاة الأخرى ، وعلى هذا لا يكره أيضا أن تسمى العشاء بقيد كأن يقول العشاء الأولى ، ويؤيده قولهم العشاء الآخرة كما ثبت في الصحيح ، وسيأتي من حديث أنس في الباب الذي يليه ، ونقل ابن بطال عن غيره أنه لا يقال للمغرب العشاء الأولى ويحتاج إلى دليل خاص ، أما من حديث الباب فلا حجة له .
قوله : ( عبد الوارث ) هو ابن سعيد التنوري ، وقوله : ( ( عن الحسين ) هو المعلم .
قوله : ( ( حدثني عبد الله المزني ) كذا للأكثر لم يذكر اسم أبيه ، زاد في رواية كريمة هو ابن مغفل بالغين المعجمة والفاء المشددة ، وكذلك وقع منسوبا بذكر أبيه في رواية عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وغيره ، والإسناد كله بصريون .
قوله : ( ( لا تغلبنكم ) قال الطيبي : يقال غلبه على كذا غصبه منه أو أخذه منه قهرا ، والمعنى لا تتعرضوا لما هو من عادتهم من تسمية المغرب بالعشاء والعشاء بالعتمة فيغصب منكم الأعراب اسم العشاء التي سماها الله بها . قال : فالنهي على الظاهر للأعراب وعلى الحقيقة لهم . وقال غيره : معنى الغلبة أنكم تسمونها اسما وهم يسمونها اسما ، فإن سميتموها بالاسم الذي يسمونها به وافقتموهم ، وإذا وافق الخصم خصمه صار كأنه انقطع له حتى غلبه ، ولا يحتاج إلى تقدير غصب ولا أخذ . وقال التوربشتي : المعنى لا تطلقوا هذا الاسم على ما هو متداول بينهم فيغلب مصطلحهم على الاسم الذي شرعته لكم . وقال القرطبي : الأعراب من كان من أهل البادية وإن لم يكن عربيا ، والعربي من ينتسب إلى العرب ولو لم يسكن البادية .
قوله : ( ( على اسم صلاتكم ) التعبير بالاسم يبعد قول الأزهري أن المراد بالنهي عن ذلك أن لا تؤخر صلاتها عن وقت الغروب ، وكذا قول ابن المنير : السر في النهي سد الذريعة لئلا تسمى عشاء فيظن امتداد [ ص: 53 ] وقتها عن غروب الشمس أخذا من لفظ العشاء اهـ . وكأنه أراد تقوية مذهبه في أن وقت المغرب مضيق ، وفيه نظر ، إذ لا يلزم من تسميتها المغرب أن يكون وقتها مضيقا ، فإن الظهر سميت بذلك لأن ابتداء وقتها عند الظهيرة وليس وقتها مضيقا بلا خلاف .
قوله : ( ( قال وتقول الأعراب هي العشاء ) سر النهي عن موافقتهم على ذلك أن لفظ العشاء لغة هو أول ظلام الليل ، وذلك من غيبوبة الشفق ، فلو قيل للمغرب عشاء لأدى إلى أن أول وقتها غيبوبة الشفق ، وقد جزم الكرماني بأن فاعل قال هو عبد الله المزني راوي الحديث ، ويحتاج إلى نقل خاص لذلك وإلا فظاهر إيراد nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أنه من تتمة الحديث ، فإنه أورده بلفظ " فإن الأعراب تسميها " والأصل في مثل هذا أن يكون كلاما واحدا حتى يقوم دليل على إدراجه .
( فائدة : لا يتناول النهي nindex.php?page=treesubj&link=890تسمية المغرب عشاء على سبيل التغليب كمن قال مثلا : صليت العشاءين ، إذا قلنا إن حكمة النهي عن تسميتها عشاء خوف اللبس لزوال اللبس في الصيغة المذكورة ، والله أعلم .
( تنبيه ) أورد nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي حديث الباب من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه واختلف عليه في لفظ المتن فقال هارون الحمال عنه كرواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قلت : وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل في مسنده nindex.php?page=showalam&ids=11997وأبو خيثمة زهير بن حرب عند أبي نعيم في مستخرجه وغير واحد عن عبد الصمد ، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في صحيحه عن عبد الوارث بن عبد الصمد عن أبيه اهـ . وقال أبو مسعود الرازي عن عبد الصمد nindex.php?page=hadith&LINKID=842042لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإن الأعراب تسميها عتمة قلت : وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز البغوي عن أبي معمر شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عنه ، وأخرجه أبو نعيم في مستخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني كذلك ، وجنح nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي إلى ترجيح رواية أبي مسعود لموافقته حديث ابن عمر - يعني الذي رواه مسلم - كما سنذكره في صدر الباب الذي يليه . والذي يتبين لي أنهما حديثان : أحدهما في المغرب ، والآخر في العشاء ، كانا جميعا عند عبد الوارث بسند واحد ، والله تعالى أعلم .
قوله : ( ( باب من كره أن يقال للمغرب العشاء ) قال الزين بن المنير : عدل المصنف عن الجزم كأن يقول باب كراهية كذا لأن لفظ الخبر لا يقتضي نهيا مطلقا ، لكن فيه النهي عن غلبة الأعراب على ذلك ، فكأن المصنف رأى أن هذا القدر لا يقتضي المنع من إطلاق العشاء عليه أحيانا ، بل يجوز أن يطلق على وجه لا يترك له التسمية الأخرى كما ترك ذلك الأعراب وقوفا مع عادتهم ، قال : وإنما شرع لها التسمية بالمغرب لأنه اسم يشعر بمسماها أو بابتداء وقتها ، وكره إطلاق اسم العشاء عليها لئلا يقع الالتباس بالصلاة الأخرى ، وعلى هذا لا يكره أيضا أن تسمى العشاء بقيد كأن يقول العشاء الأولى ، ويؤيده قولهم العشاء الآخرة كما ثبت في الصحيح ، وسيأتي من حديث أنس في الباب الذي يليه ، ونقل ابن بطال عن غيره أنه لا يقال للمغرب العشاء الأولى ويحتاج إلى دليل خاص ، أما من حديث الباب فلا حجة له .
قوله : ( عبد الوارث ) هو ابن سعيد التنوري ، وقوله : ( ( عن الحسين ) هو المعلم .
قوله : ( ( حدثني عبد الله المزني ) كذا للأكثر لم يذكر اسم أبيه ، زاد في رواية كريمة هو ابن مغفل بالغين المعجمة والفاء المشددة ، وكذلك وقع منسوبا بذكر أبيه في رواية عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وغيره ، والإسناد كله بصريون .
قوله : ( ( لا تغلبنكم ) قال الطيبي : يقال غلبه على كذا غصبه منه أو أخذه منه قهرا ، والمعنى لا تتعرضوا لما هو من عادتهم من تسمية المغرب بالعشاء والعشاء بالعتمة فيغصب منكم الأعراب اسم العشاء التي سماها الله بها . قال : فالنهي على الظاهر للأعراب وعلى الحقيقة لهم . وقال غيره : معنى الغلبة أنكم تسمونها اسما وهم يسمونها اسما ، فإن سميتموها بالاسم الذي يسمونها به وافقتموهم ، وإذا وافق الخصم خصمه صار كأنه انقطع له حتى غلبه ، ولا يحتاج إلى تقدير غصب ولا أخذ . وقال التوربشتي : المعنى لا تطلقوا هذا الاسم على ما هو متداول بينهم فيغلب مصطلحهم على الاسم الذي شرعته لكم . وقال القرطبي : الأعراب من كان من أهل البادية وإن لم يكن عربيا ، والعربي من ينتسب إلى العرب ولو لم يسكن البادية .
قوله : ( ( على اسم صلاتكم ) التعبير بالاسم يبعد قول الأزهري أن المراد بالنهي عن ذلك أن لا تؤخر صلاتها عن وقت الغروب ، وكذا قول ابن المنير : السر في النهي سد الذريعة لئلا تسمى عشاء فيظن امتداد [ ص: 53 ] وقتها عن غروب الشمس أخذا من لفظ العشاء اهـ . وكأنه أراد تقوية مذهبه في أن وقت المغرب مضيق ، وفيه نظر ، إذ لا يلزم من تسميتها المغرب أن يكون وقتها مضيقا ، فإن الظهر سميت بذلك لأن ابتداء وقتها عند الظهيرة وليس وقتها مضيقا بلا خلاف .
قوله : ( ( قال وتقول الأعراب هي العشاء ) سر النهي عن موافقتهم على ذلك أن لفظ العشاء لغة هو أول ظلام الليل ، وذلك من غيبوبة الشفق ، فلو قيل للمغرب عشاء لأدى إلى أن أول وقتها غيبوبة الشفق ، وقد جزم الكرماني بأن فاعل قال هو عبد الله المزني راوي الحديث ، ويحتاج إلى نقل خاص لذلك وإلا فظاهر إيراد nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أنه من تتمة الحديث ، فإنه أورده بلفظ " فإن الأعراب تسميها " والأصل في مثل هذا أن يكون كلاما واحدا حتى يقوم دليل على إدراجه .
( فائدة : لا يتناول النهي nindex.php?page=treesubj&link=890تسمية المغرب عشاء على سبيل التغليب كمن قال مثلا : صليت العشاءين ، إذا قلنا إن حكمة النهي عن تسميتها عشاء خوف اللبس لزوال اللبس في الصيغة المذكورة ، والله أعلم .
( تنبيه ) أورد nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي حديث الباب من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه واختلف عليه في لفظ المتن فقال هارون الحمال عنه كرواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قلت : وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل في مسنده nindex.php?page=showalam&ids=11997وأبو خيثمة زهير بن حرب عند أبي نعيم في مستخرجه وغير واحد عن عبد الصمد ، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في صحيحه عن عبد الوارث بن عبد الصمد عن أبيه اهـ . وقال أبو مسعود الرازي عن عبد الصمد nindex.php?page=hadith&LINKID=842042لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإن الأعراب تسميها عتمة قلت : وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز البغوي عن أبي معمر شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عنه ، وأخرجه أبو نعيم في مستخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني كذلك ، وجنح nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي إلى ترجيح رواية أبي مسعود لموافقته حديث ابن عمر - يعني الذي رواه مسلم - كما سنذكره في صدر الباب الذي يليه . والذي يتبين لي أنهما حديثان : أحدهما في المغرب ، والآخر في العشاء ، كانا جميعا عند عبد الوارث بسند واحد ، والله تعالى أعلم .