الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ثكل ]

                                                          ثكل : الثكل : الموت والهلاك . والثكل والثكل - بالتحريك - : فقدان الحبيب وأكثر ما يستعمل في فقدان المرأة زوجها ، وفي المحكم : أكثر ما يستعمل في فقدان الرجل والمرأة ولدهما ، وفي الصحاح : فقدان المرأة ولدها . والثكول : التي ثكلت ولدها ، وقد ثكلته أمه ثكلا وثكلا ، وهي ثكول وثكلى وثاكل . وحكى اللحياني : لا تفعل ذلك ، ثكلتك الثكول ! قال ابن سيده : أراه يعني بذلك الأم . والثكول : المرأة الفاقد ، والرجل ثاكل وثكلان . وأثكلت المرأة ولدها وهي مثكلة بولدها ، وهي مثكل - بغير هاء - من نسوة مثاكيل ; قال ذو الرمة :

                                                          [ ص: 31 ]

                                                          ومستشحجات للفراق كأنها مثاكيل من صيابة النوب نوح

                                                          كأنه جمع مثكال ; وقول الأخطل :


                                                          كلمع أيدي مثاكيل مسلبة     يندبن ضرس بنات الدهر والخطب

                                                          قال ابن سيده : أقوى القياسين أن ينشد مثاكيل غير مصروف ، يصير الجزء فيه من مستفعلن إلى مفتعلن ، وهو مطوي ، والذي روي مثاكيل بالصرف . وأثكلها الله ولدها وأثكله الله أمه ، ويقال : رمحه للوالدات مثكلة ، كما يقال للولد مبخلة مجبنة ، أنشد ابن بري :


                                                          ترى الملوك حوله مغربله     ورمحه للوالدات مثكله
                                                          يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له

                                                          وفي الحديث : أنه قال لبعض أصحابه : ثكلتك أمك . أي : فقدتك ; الثكل : فقد الولد كأنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أو قوله ، والموت يعم كل أحد ، فإذا هذا الدعاء عليه كلا دعاء ، أو أراد إذا كنت هكذا فالموت خير لك ; لئلا تزداد سوءا ; قال : ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقولهم : تربت يداك ، وقاتلك الله ; ومنه قصيد كعب بن زهير :


                                                          قامت فجاوبها نكد مثاكيل

                                                          قال : هن جمع مثكال ، وهي المرأة التي فقدت ولدها . وقصيدة مثكلة : ذكر فيها الثكل ; هذه عن اللحياني . والإثكال والأثكول : لغة في العثكال والعثكول ، وهي العذق الذي تكون فيه الشماريخ ، وقيل : هو الشمراخ الذي عليه البسر ; وأنشد أبو عمرو :


                                                          قد أبصرت سعدى بها كتائلي     مثل العذارى الحسر العطابل
                                                          طويلة الأقناء والأثاكل

                                                          كتائل : جمع كتيلة ، وهي النخلة . وفلاة ثكول : من سلكها فقد وثكل ; قال الجميح :


                                                          إذا ذات أهوال ثكول تغولت     بها الربد فوضى والنعام السوارح

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية