الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله [ ص: 365 ] كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إذا لقيتم فئة فاثبتوا الفئة: الجماعة . واذكروا الله كثيرا فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه الدعاء والنصر . والثاني: ذكر الله على الإطلاق .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولا تنازعوا فتفشلوا قد سبق ذكر التنازع والفشل آنفا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وتذهب ريحكم وروى أبان: "ويذهب" بالياء والجزم . وفيه أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: تذهب شدتكم ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . وقال السدي: حدتكم وجدكم . وقال الزجاج : صولتكم وقوتكم .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: يذهب نصركم ، قاله مجاهد ، وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: تتقطع دولتكم ، قاله أبو عبيدة . وقال ابن قتيبة: يقال: هبت له ريح النصر: إذا كانت له الدولة . ويقال له الريح اليوم ، أي: الدولة .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع: أنها ريح حقيقة ، ولم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله فتضرب وجوه العدو; ومنه قوله عليه السلام: "نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور" ، وهذا قول ابن زيد ، ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية