الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1131 (93) باب

                                                                                              التنفل والوتر على الراحلة في السفر

                                                                                              [ 580 ] عن ابن عمر قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ، وهو مقبل من مكة إلى المدينة ، على راحلته حيث كان وجهه ، قال : وفيه نزلت : فأينما تولوا فثم وجه الله [ البقرة :115 ]

                                                                                              رواه البخاري (1000)، ومسلم (700) (33)، والترمذي (472)، والنسائي (1 \ 244) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (93) ومن باب : التنفل والوتر على الراحلة

                                                                                              لم يختلف العلماء في جواز التنفل على الراحلة للمسافر قبل أي وجه توجه بعد الشروع فيها ، واختلفوا : هل يلزمه أن يفتتح نافلته إلى القبلة أم لا ؟ فذهب الشافعي وأحمد وأبو ثور إلى أن ذلك يلزمه ، وذهب مالك وغيره إلى أن ذلك لا يلزمه ، وحجتهم التمسك بظاهر الحديثين المذكورين في هذا الباب ، أعني حديث ابن عمر [ وأنس ] فتأملهما .

                                                                                              ولا شك أن هذا الفعل منه - صلى الله عليه وسلم - إنما كان في السفر ، وهل يجوز فعله في الحضر أم لا ؟ فذهب أبو يوسف إلى أنه يجوز في الحضر ، وروي عن أنس أنه كان يومئ على حمار في أزقة المدينة ، وحكاه بعض الشافعية عن مذهبهم ، ومالك لا يراه إلا في سفر طال .

                                                                                              [ ص: 341 ] وقوله : فثم وجه الله [ البقرة :115 ] ; أي : جهة الله ، يعني : القبلة ، وأضافها الله تعالى إليه تشريفا ، وقيل : رضاه ، وقيل : رحمته ; كما قال في الحديث : فإن الرحمة تواجهه ، وقال الفراء : العمل ; كما قال الشاعر :


                                                                                              أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل



                                                                                              وفي قوله نظر ، فإن الوجه المذكور في الشعر ليس هو العمل ، بدليل ذكر العمل بعده ، وإنما معناه : القصد ; أي : إليه القصد والعمل ، ويمكن حمل الوجه في الآية على هذا ، والله أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية