الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1033 - مسألة : والأرنب حلال ، لأنه لم يفصل لنا تحريمها ، وقد اختلف السلف فيها ; روينا من طريق وكيع عن همام بن يحيى عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عمر أو ابن عمر أنه كره الأرنب . ومن طريق قتادة عن ابن المسيب أيضا أن عبد الله بن عمرو بن العاص وأباه كرها الأرنب - وأكلها سعد بن أبي وقاص . وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه كره الأرنب . واحتج من كرهها بخبر من طريق وكيع نا أبو مكين عن عكرمة { أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بأرنب فقيل له : إنها تحيض فكرهها } . ومن طريق عبد الرزاق عن إبراهيم بن عمر عن عبد الكريم أبي أمية قال : { سأل جرير بن أنس الأسلمي النبي صلى الله عليه وسلم عن الأرنب ؟ فقال : لا آكلها أنبئت أنها تحيض } . قال أبو محمد : عبد الكريم أبو أمية - هالك - وحديث عكرمة مرسل ، وقد صح [ ص: 115 ] من طريق شعبة عن هشام بن زيد { عن أنس بن مالك : أنه صاد أرنبا فأتى بها أبا طلحة فذبحها وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بوركها وفخذيها فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فقبلها } . ومن طريق أبي هريرة { أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بأرنب مشوية فلم يأكل عليه السلام منها وأمر عليه السلام القوم فأكلوا } فهذا نص صحيح في تحليلها وقد يكرهها عليه السلام خلقة ، لا لإثم فيها ، ونحن لعمر الله نكرهها جملة ولا نقدر على أكلها أصلا ، وليس هذا من التحريم في شيء ؟

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية