الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          صفحة جزء
          الفصل الرابع : في كيفية الصلاة عليه والتسليم

          [ حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر الفقيه بقراءتي عليه ، حدثنا القاضي أبو الأصبغ ، نا أبو عبد الله بن عتاب ، حدثنا أبو بكر بن واقد وغيره ، قالوا : حدثنا أبو عيسى ، حدثنا عبيد الله ، حدثنا يحيى ، حدثنا مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عن أبيه ، عن عمرو بن سليم الزرقي أنه قال ] : أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا : يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ فقال : قولوا : [ ص: 430 ] اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

          وفي رواية مالك ، عن أبي مسعود الأنصاري ، قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آله ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد . والسلام كما قد علمتم .

          وفي رواية كعب بن عجرة : اللهم صل على محمد ، وآل محمد كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد ، وآل محمد كما باركت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد .

          وعن عقبة بن عمرو في حديثه : اللهم صل على محمد النبي الأمي ، وعلى آل محمد .

          وفي رواية أبي سعيد الخدري اللهم صل على محمد عبدك ، ورسولك وذكر معناه .

          [ ص: 431 ] وحدثنا القاضي أبو عبد الله التميمي سماعا عليه ، وأبو علي الحسن بن طريف النحوي بقراءتي عليه ، قالا : حدثنا أبو عبد الله بن سعد أن الفقيه ، حدثنا أبو بكر المطوعي ، [ حدثنا أبو عبد الله الحاكم ، عن أبي بكر بن أبي دارم الحافظ ، عن علي بن أحمد العجلي ، عن حرب بن الحسن ، عن يحيى بن المساور ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، قال : عدهن في يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقال : عدهن في يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : عدهن في يدي جبريل ، وقال : هكذا نزلت من عند رب العزة ، اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد ، كما ترحمت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم وتحنن على محمد ، وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .

          وعن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل : اللهم صل على محمد النبي ، وأزواجه أمهات المؤمنين ، وذريته ، وأهل بيته ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .

          وفي رواية زيد بن خارجة الأنصاري : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - : كيف نصلي عليك ؟

          فقال : صلوا ، واجتهدوا في الدعاء ، ثم قولوا : اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد
          .

          [ ص: 432 ] وعن سلامة الكندي كان علي يعلمنا الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم داحي المدحات ، وبارئ المسموكات ، اجعل شرائف صلواتك ، ونوامي بركاتك ، ورأفة تحننك على محمد عبدك ، ورسولك ، الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ، والمعلن الحق بالحق ، والدامغ لجيشات الأباطيل ، كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك ، مستوفزا في مرضاتك ، واعيا لوحيك ، حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتى أورى قبسا لقابس ، آلاء الله تصل بأهله أسبابه ، به هديت القلوب بعد خوضات الفتن ، والإثم ، وأبهج موضحات الأعلام ، ونائرات الأحكام ، ومنيرات الإسلام ، فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبعيثك نعمة ، ورسولك بالحق رحمة ، اللهم أفسح له في عدنك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك ، مهنئات له غير مكدرات من فوز ثوابك المحلول ، وجزيل عطائك المعلول . اللهم أعل على بناء الناس بناءه ، وأكرم مثواه لديك ، ونزله ، وأتم له نوره ، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة ، ومرضي المقالة ، ذا منطق عدل ، وخطة فصل ، وبرهان عظيم .

          وعنه أيضا في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الله وملائكته يصلون على النبي [ الأحزاب : 56 ] الآية .

          لبيك اللهم ربي ، وسعديك ، صلوات الله البر الرحيم ، والملائكة المقربين ، والنبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ، وما سبح لك من شيء يا رب العالمين ، على محمد بن عبد الله ، خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين ، الشاهد البشير ، الداعي إليك بإذنك ، السراج المنير ، وعليه السلام .

          وعن عبد الله بن مسعود : اللهم اجعل صلواتك ، وبركاتك ، ورحمتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد عبدك ، ورسولك ، إمام الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه فيه الأولون ، والآخرون . اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد ، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

          وكان الحسن البصري يقول : من أراد أن يشرب بالكأس الأوفى من حوض المصطفى فليقل : اللهم صل على محمد ، وعلى آله ، وأصحابه ، وأولاده ، وأزواجه ، وذريته ، وأهل بيته ، وأصهاره ، وأنصاره ، وأشياعه ، ومحبيه ، وأمته ، وعلينا ، معهم أجمعين . يا أرحم الراحمين .

          [ ص: 433 ] وعن طاوس ، عن ابن عباس أنه كان يقول : اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى ، وارفع درجته العليا ، وآته سؤله في الآخرة ، والأولى ، كما آتيت إبراهيم ، وموسى .

          وعن وهيب بن الورد أنه كان يقول في دعائه : اللهم أعط محمدا أفضل ما سألك لنفسه ، وأعط محمدا أفضل ما سألك له أحد من خلقك . وأعط محمدا أفضل ما أنت مسئول له إلى يوم القيامة .

          وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يقول : إذا صليتم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأحسنوا الصلاة عليه ، فإنكم لا تدرون ، لعل ذلك يعرض عليه ، وقولوا : اللهم اجعل صلواتك ، ورحمتك ، وبركاتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد عبدك ، ورسولك إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه فيه الأولون ، والآخرون ، اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد .

          وما يؤثر في تطويل الصلاة ، وتكثير الثناء على أهل البيت ، وغيرهم كثير .

          وقوله : والسلام كما قد علمتم : هو ما علمهم الله في التشهد من قوله : السلام عليك أيها النبي ، ورحمة الله ، وبركاته ، السلام علينا ، وعلى عباد الله الصالحين .

          وفي تشهد علي : السلام على نبي الله ، السلام على أنبياء الله ، ورسله ، السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، السلام على محمد بن عبد الله ، السلام علينا ، وعلى المؤمنين ، والمؤمنات ، من غاب منهم ، ومن شهد . اللهم اغفر لمحمد ، وتقبل شفاعته ، واغفر لأهل بيته ، واغفر لي ، ولوالدي ، وما ولدا ، وارحمهما . السلام علينا ، وعلى عباد الله الصالحين ، السلام عليك أيها النبي ، ورحمة الله ، وبركاته .

          جاء في هذا الحديث عن علي : الدعاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالغفران .

          وفي حديث الصلاة عليه عنه أيضا قبل : الدعاء له بالرحمة ، ولم يأت في غيره من الأحاديث المرفوعة المعروفة .

          وقد ذهب أبو عمر بن عبد البر ، وغيره إلى أنه لا يدعى للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالرحمة ، وإنما يدعى له بالصلاة ، والبركة التي تختص به ، ويدعى لغيره بالرحمة ، والمغفرة .

          وقد ذكر أبو محمد بن أبي زيد في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - : اللهم ارحم محمدا ، وآل [ ص: 434 ] محمد كما ترحمت على إبراهيم ، وآل إبراهيم .

          ولم يأت هذا في حديث صحيح . وحجته قوله في السلام : السلام عليك أيها النبي ، ورحمة الله ، وبركاته .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية