الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : الخبيثات للخبيثين الآية . فيه ثلاثة أقاويل :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء ، قاله ابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : الخبيثات من الأعمال للخبيثين من الناس والخبيثون من الناس [ ص: 85 ] للخبيثات من الأعمال والطيبات من الأعمال للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الأعمال قاله مجاهد وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : الخبيثات من الكلام للخبيثين من الناس ، والخبيثون من الناس للخبيثات من الكلام ، والطيبات من الكلام للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الكلام قاله ابن عباس والضحاك . وتأول بعض أصحاب الخواطر : الخبيثات الدنيا ، والطيبات الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                        أولئك مبرءون مما يقولون فيه ثلاثة أقاويل :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : أن عائشة وصفوان مبرآن من الإفك المذكور فيهما ، قاله الفراء .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مبرآت من الفواحش ، قاله ابن عيسى .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : أن الطيبين والطيبات مبرؤون من الخبيثين والخبيثات ، قاله ابن شجرة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية