الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: الذين عاهدت منهم في "من" أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنها صلة; والمعنى: الذين عاهدتم . [ ص: 372 ] الثاني: أنها للتبعيض; فالمعنى: إن شر الدواب الكفار . وشرهم الذين عاهدت ونقضوا .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنها بمعنى "مع"; والمعنى: عاهدت معهم .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع: أنها دخلت ، لأن العهد أخذ منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ثم ينقضون عهدهم في كل مرة أي: كلما عاهدتهم نقضوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله: وهم لا يتقون قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: لا يتقون نقض العهد . والثاني: لا يتقون الله في نقض العهد .

                                                                                                                                                                                                                                      قال المفسرون: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عاهد يهود قريظة أن لا يحاربوه ولا يعاونوا عليه ، فنقضوا العهد وأعانوا عليه مشركي مكة بالسلاح ، ثم قالوا: نسينا وأخطأنا; ثم عاهدوه الثانية ، فنقضوا ومالؤوا الكفار يوم الخندق ، وكتب كعب بن الأشرف إلى مكة يوافقهم على مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية