الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان هذا أمرا يزيد من قلق بني إسرائيل لما شموا من رائحة الفرج، استأنف سبحانه الخبر عما ثبتهم به موسى عليه السلام قائلا: قال موسى لقومه أي: بني إسرائيل الذين فيهم قوة وقيام [فيما] يريدون من الأمور لو اجتمعت قلوبهم استعينوا أي: ألصقوا طلب العون بالله الذي لا أعظم منه بما يرضيه من العبادة واصبروا ثم علل ذلك بأنه فعال لما يريد، ولا اعتراض عليه ولا مفر من حكمه فقال: [ ص: 37 ] إن الأرض أي: : كلها؛ مصر وغيرها لله أي: الذي لا أمر لأحد معه، كرره تذكيرا بالعظمة وتصريحا وتبركا; ثم استأنف قوله: يورثها من يشاء من عباده

                                                                                                                                                                                                                                      ولما أخبر أن نسبة الكل إليه واحدة، أخبر بما يرفع بعضهم على بعض فقال: والعاقبة أي: والحال أن آخر الأمر وإن حصل بلاء للمتقين أي: الذين يقون أنفسهم سخط الله بعمل ما يرضيه فلا عبرة بما ترون في العاجل فإنه قد يكون استدراجا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية