الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              280- أبو صالح الحنفي ماهان

              قال الشيخ رحمه الله تعالى : ومنهم الكلف بالمحامد والأذكار ، والمبتلى في إظهاره على الظلمة الإنكار ، أبو صالح الحنفي ماهان ، وقيل : إن اسمه عبد الرحمن بن قيس أخو طليق .

              حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا محمد بن فضيل ، عن أبيه ، عن ماهان الحنفي ، قال : " أما يستحي أحدكم أن تكون دابته التي يركب ، وثوبه الذي يلبس ، أكثر ذكرا لله منه ؟ " وكان لا يفتر من التكبير والتسبيح والتهليل .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي وأبو سعيد الأشج قال :ثنا محمد بن فضيل ، حدثني إبراهيم مؤذن بني حنيفة ، قال : " أمر الحجاج بماهان أن يصلب على بابه . قال : ورأيته حين رفع على خشبة يسبح ويهلل ويكبر ، يعقد بيده حتى بلغ تسعا وعشرين . قال : [ وطعنه الرجل على تلك الحال ، قال : فلقد رأيته بعد شهر معقودا بيده تسعة وتسعين ] ، قال : وكنا نرى عنده الضوء بالليل شبه السراج " .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عبيد الله بن سعيد ، ثنا محمد بن فضيل ، عن رجل ، قال : " رأيت أبا صالح ماهان الحنفي حين صلبه الحجاج على الخشبة فجعل يسبح ويعقد ، قال : فبلغ التسبيح في يده ثلاثا وثلاثين يعقدها ، قال : فجاء فطعنه فقتله ، قال : فلقد رأيت العقد في يده بعد كذا ، [ وأشار بيده ] " .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسماعيل بن عبد الله الضبي ، ثنا محمد بن حميد ، ثنا جرير ، عن أبي إسحاق -يعني الشيباني - قال : دنوت من ماهان أبي صالح لما أراد ابن أبي مسلم أن يقطعه ويصلبه ، فقال : " تنح يا ابن أخي ، لا تسأل عن هذا المقام " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن محمد [ ص: 365 ] بن عبد العزيز ، ثنا أحمد بن عمران ، قال : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : قال عمار الدهني : " جئت وإذا ماهان الحنفي قد رفعت خشبته وقد اجتمع الناس ، فقال : " يا عمار ، وأنت فيهم ؟ " فذهبت وتركته " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية