الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار

                                                                                                                                                                                                كشجرة خبيثة : كمثل شجرة خبيثة، أي: صفتها كصفتها، وقرئ: "ومثل كلمة" بالنصب، عطفا على كلمة "طيبة"، والكلمة الخبيثة: كلمة الشرك، وقيل: كل كلمة قبيحة، وأما الشجرة الخبيثة فكل شجرة لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل والكشوت، ونحو ذلك، وقوله: اجتثت من فوق الأرض : في مقابلة قوله: "أصلها ثابت"، ومعنى "اجتثت": استؤصلت، وحقيقة الاجتثاث أخذ الجثة كلها، ما لها من قرار أي: استقرار، يقال: قر الشيء قرارا، كقولك: ثبت ثباتا شبه بها القول الذي لم يعضد بحجة، فهو داحض غير ثابت والذي لا يبقى إنما يضمحل عن قريب لبطلانه، من قولهم: الباطل لجلج، وعن قتادة أنه قيل لبعض العلماء: ما تقول في كلمة خبيثة؟ فقال: ما [ ص: 379 ] أعلم لها في الأرض مستقرا، ولا في السماء مصعدا، إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية