الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بدء إسلام الأنصار وذكر العقبة الأولى

والأنصار : بنو الأوس والخزرج ، ابني حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد دراء بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ عامر بن يشجب بن يعرب بن يقطن قحطان .

قال ابن إسحاق : فلما أراد الله إظهار دينه وإعزاز نبيه وإنجاز موعده له ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقي فيه النفر من الأنصار ، فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم ، فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج ، أراد الله بهم خيرا ، فقال لهم : من أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج . قال : أمن موالي يهود ؟ قالوا : نعم . قال : أفلا تجلسون أكلمكم . قالوا : بلى . فجلسوا معه ، فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم الإسلام ، وكان مما صنع الله به في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم ، وكانوا أهل علم وكتاب ، وكانوا هم أهل شرك ، أصحاب أوثان ، وكانوا قد غزوهم ببلادهم ، فكانوا إذا كان بينهم شيء . قالوا لهم : إن نبيا مبعوثا الآن ؛ قد أظل زمانه ، نتبعه نقتلكم معه قتل عاد وإرم . فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ، ودعاهم إلى الله ، قال بعضهم لبعض تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود ، فلا يسبقنكم إليه . فأجابوه فيما دعاهم إليه ؛ بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام . وقالوا له : إنا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك . ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا .

[ ص: 263 ] وهم فيما ذكر لي ستة نفر من الخزرج منهم من بني النجار - وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر : أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار . وعوف بن الحرث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن غنم بن مالك بن النجار - ، وابن سعد يقول : سواد بن مالك بن غنم بن مالك - وهو ابن عفراء .

ومن بني زريق : رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق .

ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة : قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد .

ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم .

ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة : عقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام .

ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة : جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد .

قال أبو عمر : ومن أهل العلم بالسير من يجعل فيهم عبادة بن الصامت ويسقط جابر بن رئاب ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية