الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب ذكر شروط من يصلح للفتوى

أول أوصاف المفتي الذي يلزم قبول فتواه :

أن يكون بالغا ، لأن الصبي لا حكم لقوله .

ثم يكون عاقلا لأن القلم مرفوع عن المجنون لعدم عقله .

ثم يكون عدلا ثقة ، لأن علماء المسلمين لم يختلفوا في أن الفاسق غير مقبول الفتوى في أحكام الدين ، وإن كان بصيرا بها ، وسواء كان حرا أو عبدا ، فإن الحرية ليست شرطا في صحة الفتوى .

ثم يكون عالما بالأحكام الشرعية ، وعلمه بها يشتمل على معرفته بأصولها وارتياض بفروعها .

وأصول الأحكام في الشرع أربعة :

أحدها : العلم بكتاب الله ، على الوجه الذي تصح به معرفة ما تضمنه من الأحكام : محكما ومتشابها ، وعموما وخصوصا ، ومجملا ومفسرا ، وناسخا ومنسوخا .

والثاني : العلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الثابتة من أقواله وأفعاله ، وطرق مجيئها في التواتر والآحاد ، والصحة والفساد ، وما كان منها على سبب أو إطلاق .

والثالث : العلم بأقاويل السلف فيما أجمعوا عليه ، واختلفوا فيه ، [ ص: 331 ] ليتبع الإجماع ، ويجتهد في الرأي مع الاختلاف .

والرابع : العلم بالقياس الموجب ، لرد الفروع المسكوت عنها إلى الأصول المنطوق بها ، والمجمع عليها ، حتى يجد المفتي طريقا إلى العلم بأحكام النوازل ، وتمييز الحق من الباطل ، فهذا ما لا مندوحة للمفتي عنه ، ولا يجوز له الإخلال بشيء منه .

1047 - أنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب الكاتب ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحضرمي ، نا حاتم بن الحسن الشاشي ، نا علي بن خشرم ، أنا عيسى - يعني : ابن يونس - ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، قال : قال حذيفة : " لا يفتي الناس إلا ثلاثة : رجل قد عرف ناسخ القرآن ومنسوخه ، أو أمير لا يجد بدا ، أو أحمق متكلف " .

التالي السابق


الخدمات العلمية