الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون

                                                                                                                                                                                                                                        من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها بإحسانه وبره . نوف إليهم أعمالهم فيها نوصل إليهم جزاء أعمالهم في الدنيا من الصحة والرئاسة وسعة الرزق وكثرة الأولاد . وقرئ « يوف » بالياء أي يوف الله و « توف » على البناء للمفعول و « نوف » بالتخفيف والرفع لأن الشرط ماض كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                        وإن أتاه كريم يوم مسغبة . . . يقول لا غائب مالي ولا حرم

                                                                                                                                                                                                                                        وهم فيها لا يبخسون لا ينقصون شيئا من أجورهم . والآية في أهل الرياء . وقيل في المنافقين . وقيل في الكفرة وغرضهم وبرهم .

                                                                                                                                                                                                                                        أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار مطلقا في مقابلة ما عملوا لأنهم استوفوا ما تقتضيه صور أعمالهم الحسنة وبقيت لهم أوزار العزائم السيئة . وحبط ما صنعوا فيها لأنه لم يبق لهم ثواب في الآخرة ، أو لم يكن لأنهم لم يريدوا به وجه الله والعمدة في اقتضاء ثوابها هو الإخلاص ، ويجوز تعليق الظرف بـ صنعوا على أن الضمير لـ الدنيا . وباطل في نفسه . ما كانوا يعملون لأنه لم يعمل على ما ينبغي ، وكأن كل واحدة من الجملتين علة لما قبلها . وقرئ « باطلا » على أنه مفعول يعملون و ما إبهامية أو في معنى المصدر كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                        ولا خارجا من في زور كلام



                                                                                                                                                                                                                                        وبطل على الفعل .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 131 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية