الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : ويوم تشقق السماء بالغمام فيه قولان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : بمعنى على الغمام كما يقال رميت بالقوس وعن القوس ويكون المراد به الغمام المعهود والذي دون السماء لأنه يبقى دونها إذا انشقت غمام .

                                                                                                                                                                                                                                        والقول الثاني : أنه غمام أبيض يكون في السماء ينزله الله على أنبيائه مثل الذي أظل بني إسرائيل ، وقد قال في ظل من الغمام فتنشق السماء فيخرج منها .

                                                                                                                                                                                                                                        ونزل الملائكة تنزيلا يعني أن الملائكة تنزل فيه يوم القيامة ، وهو يوم التلاق . الذي يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                        وفي نزولهم قولان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : ليبشروا المؤمن بالجنة ، والكافر بالنار .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : ليكون مع كل نفس سائق وشهيد .

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : ويوم يعض الظالم على يديه قيل هو عقبة بن أبي معيط .

                                                                                                                                                                                                                                        يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : سبيلا بطاعة الله ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : طريقا إلى النجاة ، حكاه ابن عيسى .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : وسيلة عند الرسول يكون وصلة إليه ، قاله الأخفش .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 143 ] يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا فيه ثلاثة أقاويل :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : يعني الشيطان ، قاله مجاهد ، وأبو رجاء .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أنه أبي بن خلف ، قاله عمرو بن ميمون .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : أنه أمية بن خلف ، قاله السدي ، وذكر أن سبب ذلك أن عقبة وأمية كانا خليلين وكان عقبة يغشى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أمية بن خلف له : بلغني أنك صبوت إلى دين محمد ، فقال: ما صبوت ، قال : فوجهي من وجهك حرام حتى تأتيه فتتفل في وجهه وتتبرأ منه، فأتى عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفل على وجهه وتبرأ منه ، فاشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيه مخبرا عما يصير إليه ويوم يعض الظالم الآية والتي بعدها . وفلان لا يثنى ولا يجمع .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية