الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ربنا ليضلوا عن سبيلك ؛ ويقرأ: "ليضلوا عن سبيلك"؛ أي: إنك آتيت فرعون وملأه زينة؛ وأموالا في الحياة الدنيا؛ فأصارهم ذلك إلى الضلال؛ كما قال - جل وعز -: فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ؛ أي: "فالتقطوه؛ وآل أمره أن صار لهم عدوا وحزنا"؛ لا أنهم قصدوا إلى أن يكون لهم عدوا وحزنا؛ ربنا اطمس على أموالهم

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 31 ] جاء في التفسير: أي: اجعل سكرهم حجارة؛ وتأويل تطميس الشيء: إذهابه عن صورته؛ والانتفاع به على الحال الأولى التي كان عليها؛ واشدد على قلوبهم ؛ أي: اطبع على قلوبهم؛ فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ؛ دعاء أيضا عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز - والله أعلم - ما قاله محمد بن يزيد ؛ ذكر أن قوله: فلا يؤمنوا ؛ عطف على قوله: ليضلوا عن سبيلك ؛ أي: "ربنا إنك آتيتهم ليضلوا؛ فلا يؤمنوا".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية