الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 15 ] فصل

قال الرازي: "الرابع: قوله تعالى: وهو معكم أين ما كنتم [الحديد: 4]، وقوله: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق: 16]، وقال تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم [المجادلة: 7]، وكل عاقل يعلم أن المراد منه: القرب بالعلم والقدرة الإلهية".

قلت: قد ذكر في هذا الوجه لفظ (المعية) ولفظ (القرب) ولم يذكر إلا تأويل لفظ القرب، وذكر في الوجه السادس قوله: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق: 16]، مع قوله: فأينما تولوا فثم وجه الله [البقرة: 115]، وتلك الآية هي نظير هذه، لا نظير تلك.

ثم ذكر الوجه "التاسع -وهو آخر وجوه القرآن- قال [ ص: 16 ] تعالى، لموسى وهارون: إنني معكما أسمع وأرى [طه: 46]، وهذه المعية ليست إلا بالعلم، والحفظ، والرحمة.

فيكون ذكره لتلك المعية، في تلك الآية؛ لأنه جعل معناها معنى قربه، فلا بد من الكلام في لفظ المعية، ولفظ القرب.

التالي السابق


الخدمات العلمية