الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              5013 17 - باب ما جاء في الشعر

                                                              631 \ 4848 - وعن سعيد -وهو ابن المسيب - قال : مر عمر رضي الله عنه، بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه ، فقال : كنت أنشد وفيه من هو خير منك .

                                                              [ ص: 384 ] وأخرجه النسائي، وسعيد بن المسيب لم يصح سماعه من عمر، فإن كان سمع ذلك من حسان فمتصل.

                                                              التالي السابق




                                                              قال ابن القيم رحمه الله: وقد تكرر له في هذا الكتاب في مواضع، وبه يعلل ابن القطان وغيره حديث سعيد، عن عمر، وهو تعليل باطل أنكره الأئمة، كأحمد بن حنبل ويعقوب بن سفيان وغيرهما.

                                                              قال أحمد: إذا لم يقبل سعيد بن المسيب عن عمر فمن يقبل ؟ سعيد عن عمر عندنا حجة.

                                                              وقال حنبل في "تاريخه": حدثنا أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل -، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن إياس بن معاوية قال: قال سعيد بن المسيب: ممن أنت ؟ قلت من مزينة، قال: إني لأذكر يوم نعى عمر بن الخطاب، النعمان بن مقرن المزني على المنبر.

                                                              وهذا صريح في الرد على من قال: إنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر.

                                                              وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: كان سعيد بن المسيب يسمى [ ص: 385 ] راوية عمر بن الخطاب; لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه.

                                                              وقال مالك: بلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر، وأمره.

                                                              هذا، ولم يحفظ عن أحد من الأئمة أنه طعن في رواية سعيد، عن عمر، بل تلقوها كلهم بالقبول والتصديق، ومن لم يقبل المرسل، قبل مرسله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                              وقال الحاكم في "علوم الحديث": سعيد بن المسيب أدرك عمر وعليا وطلحة، وباقي العشرة، وسمع منهم.

                                                              والمقصود: أن تعليل الحديث، برواية سعيد له، عن عمر تعنت بارد، والصحيح: أنه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر، فيكون له وقت وفاة عمر ثمان سنين. فكيف ينكر سماعه منه ، ويقدح في اتصال روايته عنه؟ والله الموفق للصواب.

                                                              [ ص: 386 ] وقد أخرجا في "الصحيحين"، - وذكره أبو داود عقب هذا الحديث -، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ... فذكر الحديث بمعنى ما تقدم دون ذكر الزيادة.




                                                              الخدمات العلمية