الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 101 ] سورة آل عمران

7- في قلوبهم زيغ أي جور. يقال: قد زغت عن الحق. ومنه قوله: أم زاغت عنهم الأبصار أي عدلت ومالت.

ابتغاء الفتنة أي الكفر . والفتنة تتصرف على وجوه قد ذكرتها في كتاب "تأويل المشكل" .

أولو الألباب ذوو العقول. وواحد "أولو" ذو . وواحد أولات: ذات.

11- كدأب آل فرعون أي كعادتهم يريد كفر اليهود ككفر من قبلهم. يقال: هذا دأبه ودينه وديدنه.

14- " القناطير " واحدها قنطار. وقد اختلف في تفسيرها. . فقال [ ص: 102 ] بعضهم: القنطار ثمانية آلاف مثقال ذهب بلسان أهل إفريقية وقال بعضهم: ألف مثقال. وقال بعضهم: ملء مسك ثور ذهبا. وقال بعضهم: مائة رطل .

المقنطرة المكملة. وهو كما تقول: هذه بدرة مبدرة وألف مؤلفة.

وقال الفراء: المقنطرة: المضعفة; كأن القناطير ثلاثة والمقنطرة تسعة .

والخيل المسومة الراعية يقال: سامت الخيل فهي سائمة إذا رعت. وأسمتها فهي مسامة وسومتها فهي مسومة: إذا رعيتها.

والمسومة في غير هذا: المعلمة في الحرب بالسومة وبالسيماء. أي بالعلامة.

وقال مجاهد: الخيل المسومة: المطهمة الحسان . وأحسبه أراد أنها ذات سيماء. كما يقال: رجل له سيماء وله شارة حسنة.

والأنعام الإبل والبقر والغنم. واحدها نعم. وهو جمع لا واحد له من لفظه.

والحرث الزرع.

والله عنده حسن المآب أي: المرجع. من "آب يؤوب": إذا رجع. [ ص: 103 ] * * *

17- والقانتين المصلين. و"القنوت" يتصرف على وجوه قد بينتها في كتاب "مشكل" .

والمنفقين يعني: المتصدقين.

* * *

18- قائما بالقسط أي: بالعدل.

24- وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون أي: يختلقون من الكذب.

27- تولج الليل في النهار أي: تدخل هذا في هذا فما زاد في واحد نقص من الآخر مثله.

وتخرج الحي من الميت يعني: الحيوان من النطفة والبيضة.

وتخرج الميت من الحي يعني: النطفة والبيضة - وهما ميتتان - من الحي.

وترزق من تشاء بغير حساب أي: بغير تقدير وتضييق.

* * *

35- إذ قالت امرأت عمران أي: قالت و"إذ" تزاد في الكلام على ما بينت في "تأويل المشكل" .

محررا أي: عتيقا لله عز وجل. تقول: أعتقت الغلام وحررته; سواء. وأرادت: إني نذرت أن أجعل ما في بطني محررا من التعبيد للدنيا ليعبدك ويلزم بيتك. [ ص: 104 ]

36- فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى ; وكان النذر في مثل هذا يقع للذكور . ثم قالت: وليس الذكر كالأنثى فقول الله عز وجل: والله أعلم بما وضعت - في قراءة من قرأ بجزم التاء وفتح العين - مقدم ومعناه التأخير. كأنه: إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى; والله أعلم بما وضعت.

ومن قرأه (والله أعلم بما وضعت - بضم التاء فهو كلام متصل من قول أم مريم عليها السلام.

37- وكفلها زكريا ضمها إليه.

و المحراب الغرفة. وكذلك روي في التفسير: أن زكريا كان يصعد إليها بسلم.

والمحراب أيضا: المسجد. قال: يعملون له ما يشاء من محاريب ; أي: مساجد.

وقال أبو عبيدة: المحراب سيد المجالس ومقدمها وأشرفها; وكذلك هو من المسجد.

أنى لك هذا أي: من أين لك هذا؟

39- وسيدا وحصورا قال ابن عيينة: "السيد: الحليم ". وقال [ ص: 105 ] هو وغيره: "الحصور: الذي لا يأتي النساء". وهو "فعول" بمعنى "مفعول"، كأنه محصور عنهن أي مأخوذ محبوس عنهن. وأصل الحصر: الحبس. ومثله مما جاء فيه "فعول" بمعنى "مفعول": ركوب بمعنى مركوب، وحلوب بمعنى محلوب، وهيوب بمعنى مهيب.

* * *

41- اجعل لي آية أي: علامة.

قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا أي: وحيا وإيماء باللسان [أو باليد] أو بالحاجب. يقال: رمز فلان لفلانة; إذا أشار بواحدة من هذه. ومنه قيل للفاجرة: رامزة ورمازة; لأنها ترمز وتومئ ولا تعلن.

قال قتادة: إنما كان عقوبة عوقب بها; [إذ] سأل الآية بعد مشافهة الملائكة إياه بما بشر به .

44- يلقون أقلامهم أي: قداحهم، يقترعون على مريم. أيهم يكفلها ويحضنها. والأقلام واحدها قلم. وهي: الأزلام أيضا; واحدها زلم وزلم .

45- وجيها في الدنيا والآخرة أي: ذا جاه فيهما.

49- و الأكمه الذي يولد أعمى. والجمع كمه. [ ص: 106 ]

52- قال من أنصاري إلى الله أي: من أعواني مع الله؟

55- متوفيك قابضك من الأرض من غير موت .

61- وأنفسنا وأنفسكم أي: إخواننا وإخوانكم.

ثم نبتهل أي: نتداعى باللعن. يقال عليه بهلة الله وبهلته أي لعنته.

* * *

64- إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أي: نصف. يقال: دعاك إلى السواء أي إلى النصفة. وسواء كل شيء: وسطه. ومنه يقال للنصفة: سواء; لأنها عدل. وأعدل الأمور أوساطها.

* * *

72- آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار أي: صدر النهار. قال قتادة: قال بعضهم لبعض: أعطوهم الرضا بدينهم أول النهار واكفروا بالعشي; فإنه أجدر أن تصدقكم الناس ويظنوا أنكم قد رأيتم منهم ما تكرهون فرجعتم; وأجدر أن يرجعوا عن دينهم.

75- إلا ما دمت عليه قائما أي: مواظبا بالاقتضاء. وقد بينت هذا في باب المجاز .

ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ; كان أهل الكتاب إذا بايعهم المسلمون قال بعضهم لبعض: ليس للأميين - يعنون العرب - حرمة [ ص: 107 ] أهل ديننا، وأموالهم تحل لنا: إذ كانوا مخالفين لنا. واستجازوا الذهاب بحقوقهم.

78- يلوون ألسنتهم بالكتاب أي: يقلبون ألسنتهم بالتحريف والزيادة.

(الربانيون واحدهم رباني. وهم: العلماء المعلمون .

81- وأخذتم على ذلكم إصري أي: عهدي. وأصل الإصر الثقل. فسمي العهد إصرا: لأنه يمنع من الأمر الذي أخذ له وثقل وشدد.

* * *



93- كل الطعام كان حلا أي: حلالا لبني إسرائيل ومثله: الحرم والحرام واللبس واللباس.

إلا ما حرم إسرائيل على نفسه ; قالوا: لحوم الإبل .

96- بكة ومكة شيء واحد. والباء تبدل من الميم. يقال: سمد رأسه وسبده; إذا استأصله. وشر لازم ولازب. [ ص: 108 ] ويقال: بكة: موضع المسجد; ومكة: البلد حوله .

97- قال مجاهد في قوله: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين -: هو من إن حج لم يره برا وإن قعد لم ير قعوده مأثما .

التالي السابق


الخدمات العلمية