الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: بديع السماوات والأرض ؛ [ ص: 199 ] يعني: أنشأهما على غير حذاء؛ ولا مثال؛ وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه قيل له: " أبدعت " ؛ ولهذا قيل لكل من خالف السنة والإجماع: " مبتدع " ؛ لأنه يأتي في دين الإسلام بما لم يسبقه إليه الصحابة والتابعون ؛ وقوله: - عز وجل -: وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ؛ رفع " يكون " ؛ من جهتين: إن شئت على العطف على " يقول " ؛ وإن شئت الاستئناف؛ المعنى: " فهو يكون " ؛ ومعنى الآية قد تكلم الناس فيها بغير قول؛ قال بعضهم: " إنما يقول له كن فيكون " : إنما يريد؛ فيحدث؛ كما قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        امتلأ الحوض وقال قطني ... مهلا رويدا قد ملأت بطني



                                                                                                                                                                                                                                        والحوض لم يقل؛ وقال بعض أهل اللغة: " إنما يقول له كن فيكون " : يقول له وإن لم يكن حاضرا: " كن " ؛ لأن ما هو معلوم عنده بمنزلة الحاضر؛ وقال قائل: " إنما يقول له كن فيكون " ؛ له معنى " من أجله " ؛ فكأنه إنما يقول من أجل إرادته إياه: كن؛ أي: " احدث؛ فيحدث " ؛ وقال قوم: هذا يجوز أن تكون لأشياء معلومة أحدث فيها أشياء فكانت؛ نحو قوله: فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ؛ والله أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية