الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين

                                                                                                                                                                                                لواقح : فيه قولان، أحدهما: أن الريح لاقح إذا جاءت بخير، من إنشاء سحاب ماطر كما قيل للتي لا تأتي بخير: ريح عقيم، والثاني: أن اللواقح بمعنى: الملاقح، كما قال [من الطويل]:


                                                                                                                                                                                                ............................... ... ومختبط مما تطيح الطوائح



                                                                                                                                                                                                [ ص: 403 ] يريد المطاوح جمع مطيحة، وقرئ: "وأرسلنا الريح": على تأويل الجنس، فأسقيناكموه : فجعلناه لكم سقيا، وما أنتم له بخازنين : نفي عنهم ما أثبته لنفسه في قوله: وإن من شيء إلا عندنا خزائنه [الحجر: 21] ، كأنه قال: نحن الخازنون للماء، على معنى: نحن القادرون على خلقه في السماء وإنزاله منها، وما أنتم عليه بقادرين: دلالة على عظيم قدرته وإظهارا لعجزهم.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية