الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم

                                                                                                                                                                                                ونحن الوارثون : أي: الباقون بعد هلاك الخلق كله، وقيل للباقي: "وارث": استعارة من وارث الميت، لأنه يبقى بعد فنائه، ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: "اجعله الوارث منا"، ولقد علمنا : من استقدم ولادة وموتا، ومن تأخر من الأولين والآخرين، أو من خرج من أصلاب الرجال ومن لم يخرج بعد، أو من تقدم في الإسلام وسبق إلى الطاعة ومن تأخر، وقيل: المستقدمين في صفوف الجماعة والمستأخرين، وروي أن امرأة حسناء [ ص: 404 ] كانت في المصليات خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان بعض القوم يستقدم لئلا ينظر إليها، وبعض يستأخر ليبصرها فنزلت: هو يحشرهم أي: هو وحده القادر على حشرهم، والعالم بحصرهم مع إفراط كثرتهم وتباعد أطراف عددهم، إنه حكيم عليم : باهر الحكمة واسع العلم، يفعل كل ما يفعل على مقتضى الحكمة والصواب، وقد أحاط علما بكل شيء.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية