الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله (تعالى): من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها ؛ أي: نجازيهم على أعمالهم في الدنيا؛ فأما "كان"؛ في باب حروف الجزاء؛ ففيها قولان؛ قال أبو العباس محمد بن يزيد : جائز أن تكون لقوتها على معنى المضي عبارة عن كل فعل ماض؛ فهذا هو قوتها؛ وكذلك تتأول قوله: إن كنت قلته فقد علمته

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 43 ] وحقيقتها - والله أعلم -: "من تعلم منه هذا"؛ فهذا على باب سائر الأفعال؛ إلا أن معنى "كان"؛ إخبار عن الحال فيما مضى من الدهر؛ فإذا قلت: "سيكون عالما"؛ فقد أنبأت أن حاله ستقع فيما يستقبل؛ فإنما معنى "كان"؛ و"يكون"؛ العبارة عن الأفعال؛ والأحوال.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية