الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 240 ] القول في الإمالة وما ضارعها

                                                                                                                                                                                                                                      وذلك إمالة الألفات، وإمالة ما قبل هاء التأنيث، وترقيق اللامات، وترقيق الراءات.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما إمالة الألفات; فأكثر القراء السبعة استعمالا لها حمزة والكسائي، ثم أبو عمرو، وأخذ الأعشى عن أبي بكر عن عاصم بكثير منها.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما حمزة والكسائي; فكانا يميلان ذوات الياء من الأسماء والأفعال، إذا كانت الألف المنقلبة عن الياء لاما، ويميلان ألف التأنيث، والألف التي تأتي بعد لام الجمع في المثال الذي على (فعالى) و (فعالى); نحو: قضى [البقرة: 117]، و سعى [البقرة: 205]، و الدنيا [البقرة: 85]، و القصوى [الأنفال: 42]، و إحدى [الأنفال: 7]، و (سلوى)، و (الزنى) [الإسراء: 32]، و الهدى [البقرة: 120]، و يتامى [النساء: 127]، و كسالى [النساء: 142]، وما أشبه ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وخالف حمزة ففتح وقد هدان في (الأنعام) [80]، و عصاني في (إبراهيم) [36]، وما أنسانيه إلا الشيطان في (الكهف) [63]، و آتاني الكتاب ، وأوصاني بالصلاة في (مريم) [30، 31]، و آتاني الله [النمل: 36]، و أحيا [المائدة: 32] ماضيه ومستقبله إلا أن يعطف بواو، فيوافق الكسائي.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 241 ] وقرأ: التوراة [آل عمران: 3] بين اللفظين، وأمال جميع ذلك الكسائي.

                                                                                                                                                                                                                                      وأمالا: موسى [البقرة: 51]، و عيسى [البقرة: 87]، و يحيى [مريم: 7] اسم النبي عليه السلام، و بلى [آل عمران: 125]، و متى [البقرة: 214]، وعسى [البقرة: 216]، و يا ويلتا [المائدة: 31]، و يا أسفى [يوسف: 84]، و يا حسرتا [الزمر: 56]، و أنى [البقرة: 223] التي للاستفهام، و أولى لك فأولى [القيامة: 34]، و فأولى لهم [محمد: 20]، و كلاهما [الإسراء: 23]، و إناه [الأحزاب: 53]، و منهم تقاة [آل عمران: 28]، و مرضات [البقرة: 207]، و سوى [طه: 58]، و سدى [القيامة: 36]، و طوى [طه: 12] في الوقف، وكذلك ما منع التنوين من إمالته في الوصل، أو سقوط الألف الممالة; بسبب ساكن يلقاها; فإنهما يميلانه في الوقف; نحو: مصفى [محمد: 15]، و مفترى [القصص: 36]، و القرى التي [سبأ: 18]، و النصارى المسيح [التوبة: 30] وشبه ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وأمالا ما جاء على حرفين من حروف التهجي التي في أوائل السور; نحو: (را)، و (طا)، إلا أن حمزة فتح الهاء من كهيعص [مريم: 1].

                                                                                                                                                                                                                                      وأمالا: رأى [الأنعام: 76] إذا لم يلقه ساكن; فإن لقيه ساكن; فتح [ ص: 242 ] الكسائي في الوصل، وأمال حمزة فتحة الراء، وفتح الهمزة، فإذا وقفا عليه; أمالا جميعا.

                                                                                                                                                                                                                                      وانفرد الكسائي بإمالة: دحاها [النازعات: 30]، و طحاها [الشمس: 6]، و تلاها [الشمس: 2]، و سجى [الضحى: 2]، و مرضات الله [البقرة: 207]، و مرضات أزواجك [التحريم: 1]، و (خطايا)، و الرؤيا [الإسراء: 60]، و رؤياي [يوسف: 43] حيث وقع، إلا أن أبا الحارث عنه لم يمل لا تقصص رؤياك [يوسف: 5]، وأمال الدوري، وفتح حمزة ذلك كله.

                                                                                                                                                                                                                                      وأمال حمزة والكسائي: والضحى [الضحى: 1]، وضحاها [الشمس: 1]، و الر [يونس: 1] حيث وقع.

                                                                                                                                                                                                                                      وأمال الدوري عن الكسائي: بارئكم [البقرة: 54]، و البارئ المصور [الحشر: 24]، وسارعوا [آل عمران: 133]، وما تصرف منه، و طغيانهم [البقرة: 15]، و آذانهم [البقرة: 19]، و آذاننا [فصلت: 5]، و الجوار [الشورى: 32]، و كمشكاة [النور: 35]، وفتح ذلك الليث وحمزة.

                                                                                                                                                                                                                                      وأمال الدوري عن الكسائي كل ألف بعدها راء مكسورة في موضع اللام من الفعل; نحو: الدار [الأنعام: 135]، و الغار [التوبة: 40]، وأمال الكافرين [البقرة: 34]، منصوبا أو مجرورا، ووافقه الليث فيما تكررت فيه الراء، فأمال نحو: الأبرار [آل عمران: 193]، وفتح حمزة ذلك كله، إلا أنه يقرأ ما تكررت فيه [ ص: 243 ] الراء بين اللفظين، وزاد -فيما قرأت له به، مما لم تتكرر فيه الراء- حرفين، فقرأهما بين اللفظين; وهما: القهار [إبراهيم: 48]، و دار البوار [إبراهيم: 28].

                                                                                                                                                                                                                                      [وأمال الكسائي: هار [التوبة: 109]، وفتح حمزة].

                                                                                                                                                                                                                                      وأمال حمزة عشرة أفعال ماضية; وهي: شاء [البقرة: 20]، و جاء [النساء: 43]، و (زاد)، و زاغ [النجم: 17]، و خاف [البقرة: 182]، وخاب [إبراهيم: 15]، و طاب [النساء: 3]، و ران [المطففين: 14]، وحاق [هود: 8]، وضاق [هود: 77]، وخالف أصله; ففتح: وإذ زاغت الأبصار [الأحزاب: 10]، و أم زاغت عنهم الأبصار [ص: 63]، ووافقه الكسائي منها على ران وحده، ولا خلاف في فتح المستقبل منها، وما في أوله همزة; نحو: أزاغ [الصف: 5]، و فأجاءها المخاض [مريم: 23].

                                                                                                                                                                                                                                      وأمال حمزة: توفته [الأنعام: 61]، و استهوته [الأنعام: 71]; لأنه قرأ بالألف فيهما موضع التاء.

                                                                                                                                                                                                                                      وأمال الراء من تراءى الجمعان [الشعراء: 61] في الوصل، وفتح الكسائي، وتقدم وقف حمزة في ذكر الوقف على المهموز، ووقف عليه الكسائي بإمالة الألف [ ص: 244 ] التي بعد الهمزة، وفتح الراء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية