الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ما لكم إذا قيل لكم انفروا قال المفسرون: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك ، وكان في زمن عسرة وجدب وحر شديد ، وقد طابت الثمار ، [ ص: 437 ] عظم ذلك على الناس وأحبوا المقام ، فنزلت هذه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: "ما لكم" استفهام معناه التوبيخ . وقوله: (انفروا) معناه: اخرجوا . وأصل النفر: مفارقة مكان إلى مكان آخر لأمر هاج إلى ذلك . وقوله: اثاقلتم قال ابن قتيبة: أراد: تثاقلتم ، فأدغم التاء في الثاء ، وأحدثت الألف ليسكن ما بعدها ، وأراد: قعدتم . وفي قراءة ابن مسعود ، والأعمش: "تثاقلتم" .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي معنى (إلى الأرض) ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: تثاقلتم إلى شهوات الدنيا ، حين أخرجت الأرض ثمرها ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: اطمأننتم إلى الدنيا ، قاله الضحاك .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: تثاقلتم إلى الإقامة بأرضكم ، قاله الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: أرضيتم بالحياة الدنيا أي: بنعيمها من نعيم الآخرة ، فما يتمتع به في الدنيا قليل بالإضافة إلى ما يتمتع به الأولياء في الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية