الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 91 ] فصل

قال الرازي: "الثامن: قوله تعالى: فأتى الله بنيانهم من القواعد [النحل: 26]، ولا بد فيه من التأويل".

والكلام على هذا أن يقال: التأويل هو: صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر لدليل. وهذه الآية ليس ظاهرها والمعنى المفهوم منها أن الله -سبحانه- نفسه جاءت ذاته من أسفل الجدران، كما تجيء الهوام والحشرات من أسفل البنيان، وكما يخرج المحاصرون للحصون من أسفلها إذا نقبوا الأساس.

[بل ظاهرها المراد هدم الله بنيانهم من أصله. والقواعد جمع قاعدة، وهي الأساس، وكان بعضهم يقول: هذا مثل للاستئصال، وإنما معناه: أن الله استأصلهم، والعرب تقول ذلك إذا استؤصل الشيء، قاله ابن جرير، وفي كتب اللغة يقال: [ ص: 92 ] أتي فلان إذا أطل عليه العدو، وقد أتيت يا فلان، إذا أنذر عدوا أشرف عليه.

قال الله عز وجل في النحل-: فأتى الله بنيانهم من القواعد [النحل: 26]، أي هدم بنيانهم وقلع بنيانهم من قواعده، وأساسه، فهدمه عليهم، حتى أهلكهم، فأي حاجة حينئذ إلى التأويل.

التالي السابق


الخدمات العلمية