الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6753 [ ص: 528 ] 24 - باب: هدايا العمال

                                                                                                                                                                                                                              7174 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، أنه سمع عروة ، أخبرنا أبو حميد الساعدي قال : استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا من بني أسد يقال له : ابن الأتبية على صدقة ، فلما قدم قال : هذا لكم وهذا أهدي لي . فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر -قال سفيان أيضا فصعد المنبر - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " ما بال العامل نبعثه ، فيأتي يقول : هذا لك وهذا لي ؟ فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا ؟! والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته ، إن كان بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر " . ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتى إبطيه : "ألا هل بلغت ؟ " ثلاثا . قال سفيان : قصه علينا الزهري . وزاد هشام ، عن أبيه ، عن أبي حميد قال : سمع أذناي وأبصرته عيني ، وسلوا زيد بن ثابت فإنه سمعه معي . ولم يقل الزهري : سمع أذني . [انظر : 925 - مسلم : 1832 - فتح: 13 \ 164 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              خوار [الأعراف : 148 ] صوت ، والجؤار من تجأرون [النحل : 53 ] كصوت البقرة .

                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه -قال : استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا من بني أسد يقال له : ابن اللتبية على صدقة . الحديث . وفيه : " أو شاة تيعر " . قال سفيان : قصه علينا الزهري . وزاد هشام ، عن أبيه ، عن أبي حميد قال : سمع أذني وأبصرته عيني ، وسلوا زيد بن ثابت فإنه سمعه معي . ولم يقل الزهري : سمع أذني .

                                                                                                                                                                                                                              وهذا الحديث سلف في الزكاة .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 529 ] قال ابن دريد : بنو لتب بطن من العرب منهم ابن اللتبية رجل من الأزد ، ويقال فيه الأسد -بالسين - واسمه دراء وزن فعال ، وكان له معروف وإحسان إلى الناس ، فيقول القائل : أزدى إلي معروفا ، وأسدى ، فلقب : الأزد والأسد على الإبدال .

                                                                                                                                                                                                                              فصل :

                                                                                                                                                                                                                              قوله : (أو بقرة لها خوار ) هو بالخاء المعجمة ، وسلف عن البخاري ( خوار صوت ، والجؤار كصوت البقرة ) وزعم الإسماعيلي أن الذي بالخاء المعجمة صوت البقر ، وهو ما في التنزيل ، وأما الذي بالجيم فصوت في خشوع وتضرع من الآدمي ، قال تعالى : فإليه تجأرون [النحل : 53 ] .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله -قبله - : "إن كان بعيرا له رغاء " هو ، صوت البعير .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : "أو شاة تيعر" هو بكسر العين ، كذا ضبطه الدمياطي وصحح عليه . وشاة لها تعار ، ويقال : يعار .

                                                                                                                                                                                                                              وقال القزاز : هو يعار -بغير شك - واليعار ليس بشيء ، واليعار : صوت الشاة الشديد .

                                                                                                                                                                                                                              وهذا والله أعلم إذا لم يرد ذلك إلى أربابه على قصد التوبة ، وذكره - عليه السلام - على المنبر ؛ لينقل فيقع الامتناع منه .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 530 ] فصل :

                                                                                                                                                                                                                              فيه : أن ما أهدي إلى العمال وخدمة السلطان بسبب سلطانهم أنه لبيت المال ألا ترى قوله - عليه السلام - : "هدايا العمال غلول " وروي : "هدايا العمال " كما ترجم به البخاري إلا أن يكون الإمام يبيح قبول الهدية لنفسه فذلك تطييب له بما قال - عليه السلام - لمعاذ حين بعثه "قد علمت الذي دار عليك في مالك وإني قد طيبت لك الهدية " فقبلها معاذ وأتى بما أهدي إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فوجده قد توفي ، فأخبر بذلك الصديق ، فأجازه ، ذكره ابن بطال . وسلف في ترك الحيل ، في باب احتيال العامل ليهدى إليه تمام [ ص: 531 ] القول في ذلك ، وعندنا أن هدية القاضي سحت لا تملك ، وعبارة ابن التين : هدايا العمال رشوة وليست بهدية إذ لولا العمل لم يهد له ، كما نبه الشارع عليه .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية