الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب رفع البصر إلى السماء وقوله تعالى أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وقال أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء

                                                                                                                                                                                                        5860 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم فتر عني الوحي فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري إلى السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض [ ص: 612 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 612 ] قوله : ( باب رفع البصر إلى السماء ، وقوله - تعالى - : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت كذا لأبي ذر ، وزاد الأصيلي وغيره وإلى السماء كيف رفعت وهذا القدر هو المراد من الترجمة ، وكأن المصنف أشار إلى ما جاء في النهي عن ذلك . وقال ابن التين : غرض البخاري الرد على من كره أن يرفع بصره إلى السماء كما أخرجه الطبري عن إبراهيم التيمي وعن عطاء السلمي أنه مكث أربعين سنة لا ينظر إلى السماء تخشعا . نعم صح النهي عن رفع البصر إلى السماء في حالة الصلاة كما تقدم في الصلاة عن أنس رفعه ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال : لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم ولمسلم عن جابر بن سمرة نحوه ، ولابن ماجه عن ابن عمر نحوه وقال : إن تلتمع وصححه ابن حبان . وحاصل طريق الجمع بين الحديثين أن النهي خاص بحالة الصلاة ، وقد تكلم أهل التفسير في تخصيص الإبل بالذكر دون غيرها من الدواب بأشياء امتازت به ، وذكر بعضهم أنه اسم السحاب ، فإن ثبت فمناسبتها للسماء والأرض ظاهرة ، فكأنه ذكر شيئين من الأفق العلوي وشيئين من الأفق السفلي في كل منهما ما يعتبر به من وفقه الله - تعالى - إلى الحق .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال أيوب ) هو السختياني ( عن ابن أبي مليكة عن عائشة : رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه إلى السماء ) ، وقع هذا التعليق لأبي ذر عن المستملي والكشميهني فقط وسقط للباقين ، وهو طرف من حديث أوله " مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي ويومي وبين سحري ونحري " الحديث وفيه " فرفع بصره إلى السماء وقال : الرفيق الأعلى " أخرجه هكذا أحمد عن إسماعيل بن علية عن أيوب ، وأخرجه ابن حبان من وجه آخر عن إسماعيل ، وقد تقدم للمصنف في الوفاة النبوية من طريق حماد بن زيد عن أيوب بتمامه لكن فيه " فرفع رأسه إلى السماء " وقد تقدم شرحه مستوفى هناك .

                                                                                                                                                                                                        حديث جابر في فترة الوحي والغرض منه قوله " فرفعت بصري إلى السماء " وقد تقدم شرحه في أول الكتاب ،




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية