الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      188 - قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله هو إظهار للعبودية، وبراءة عما يختص بالربوبية من علم الغيب، أي: أنا عبد ضعيف لا أملك لنفسي اجتلاب نفع، ولا دفع ضرر كالمماليك إلا ما شاء مالكي من النفع لي، والدفع عني. ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء أي: لكانت حالي على خلاف ما هي عليه من استكثار الخير، واجتناب السوء والمضار، حتى لا يمسني شيء منها، ولم أكن غالبا مرة، ومغلوبا أخرى في الحروب، وقيل: الغيب: الأجل، والخير: العمل، والسوء: الوجل، وقيل: "لاستكثرت" لأعددت من الخصب للجدب. والسوء: الفقر، وقد رد إن أنا إلا نذير وبشير إن أنا إلا عبد أرسلت نذيرا وبشيرا، وما من شأني أن أعلم الغيب. واللام في لقوم يؤمنون يتعلق بالنذير والبشير; لأن النذارة والبشارة إنما ينفعان فيهم، أو بالبشير وحده، والمتعلق بالنذير محذوف، أي: إلا نذير للكافرين وبشير لقوم يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية