الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم بين ما هي؛ فقال: هذه ناقة الله لكم آية ؛ يقال: إنها خرجت من حجر؛ وفي هذا أعظم الآيات؛ ويقال: إنها كانت ترد الماء؛ لا ترد الماء معها دابة؛ فإذا كان يوم لا ترد وردت الواردة كلها؛ وفي هذا أعظم آية؛ [ ص: 60 ] ونصب "آية"؛ على الحال؛ المعنى: إن قال: هذه ناقة الله آية؛ أو آية لكم؛ فكأنه قال: "انتبهوا لها في هذه الحالة"؛ و"الآية": العلامة؛ فذروها تأكل في أرض الله

                                                                                                                                                                                                                                        و"تأكل في أرض الله"؛ فمن قرأ: "تأكل"؛ بالجزم؛ فهو جواب الأمر؛ وقد بينا مثله في سورة "البقرة"؛ ومن قرأ "تأكل"؛ فمعناه: "فذروها في حال أكلها"؛ ويجوز في الرفع وجه آخر؛ على الاستئناف؛ المعنى: "فإنها تأكل في أرض الله"؛ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ؛ "فيأخذكم"؛ جواب النهي؛ والمعنى: "عذاب يقرب ممن مسها بالسوء"؛ أي: فإن عقرتموها لم تمهلوا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية