الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              138 (باب منه) وهو في النووي في الباب المتقدم

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 94 جـ2 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي الأسود الديلي أن أبا ذر حدثه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 223 ] وهو نائم، عليه ثوب أبيض، ثم أتيته فإذا هو نائم: ثم أتيته وقد استيقظ، فجلست إليه فقال: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق» ثلاثا، ثم قال في الرابعة: «على رغم أنف أبي ذر » فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح) (عن أبي الأسود الديلي) :

                                                                                                                              اسمه «ظالم بن عمرو» هذا هو المشهور. وقيل: «عمرو بن ظالم» .

                                                                                                                              وقيل: «عثمان بن عمرو» . وقيل: «عمرو بن سفيان» . وقيل: «عويمر بن ظويلم» .

                                                                                                                              وهو أول من تكلم في النحو، وولي قضاء البصرة لعلي بن أبي طالب «والديلي» بكسر الدال وإسكان الياء عند الأكثر. وقال أهل العربية «والدؤلي» ، بضم الدال وبعدها همزة مفتوحة. وتمام هذا البحث في شرح النووي.

                                                                                                                              (أن أبا ذر» ، رضي الله عنه «حدثه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو نائم، عليه ثوب أبيض، ثم أتيته فإذا هو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فجلست إليه. فقال: «ما من عبد قال: (لا إله إلا الله) ، [ ص: 224 ] ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق ) .

                                                                                                                              «وفيه» حجة لمذهب أهل السنة. أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار، وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها، وختم لهم بالخلود في الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق «ثلاثا» .

                                                                                                                              «وفيه» أن الكبائر قد تغفر بلا توبة أيضا. (ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر» بفتح الراء وضمها وكسرها، أي: «على ذل منه» لوقوعه مخالفا لما يريد.

                                                                                                                              وقيل: معناه «على كراهة منه» .

                                                                                                                              وإنما قال له صلى الله عليه وسلم ذلك لاستبعاده العفو عن الزاني السارق المنتهك للحرمة، واستعظامه ذلك، وتصور أبي ذر بصورة الكاره الممانع، وإن لم يكن ممانعا، وكان ذلك من «أبي ذر» لشدة نفرته من معصية الله تعالى وأهلها.

                                                                                                                              قال: فخرج «أبو ذر» وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر» .

                                                                                                                              وفي رواية متفق عليها، (وكان «أبو ذر» ، إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر) هو بفتح الغين وكسرها ذكره الجوهري وغيره. وهو مأخوذ من «الرغام» بفتح الراء وهو «التراب» .

                                                                                                                              فمعنى قولهم «أرغم الله أنفه» ، أي ألصقه بالرغام وأذله.

                                                                                                                              وما أحسن هذه الإعادة وأبلغ هذه البشارة؟! اللهم غفرا.




                                                                                                                              الخدمات العلمية