الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون

                                                                                                                                                                                                                                      190 - فلما آتاهما صالحا أعطاهما ما طلباه من الولد الصالح السوي جعلا له شركاء أي: جعل أولادهما له شركاء، على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، وكذلك: فيما آتاهما أي: آتى أولادهما، دليله: فتعالى الله عما يشركون حيث جمع الضمير وآدم وحواء بريئان من الشرك، ومعنى إشراكهم فيما آتاهم الله: تسميتهم أولادهم بعبد العزى، وعبد مناف، وعبد شمس، ونحو ذلك مكان: عبد الله، وعبد الرحمن، وعبد الرحيم، أو يكون الخطاب لقريش، الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم آل قصي، أي: هو الذي خلقكم من نفس واحدة: قصي، وجعل من جنسها زوجها عربية قرشية ليسكن إليها، فلما آتاهما ما طلبا من الولد الصالح السوي جعلا له شركاء فيما آتاهما، حيث سميا أولادهما الأربعة بـ: عبد مناف، وعبد العزى، وعبد قصي، وعبد الدار. والضمير في "أيشركون" لهما ولأعقابهما الذين اقتدوا بهما في الشرك. (شركا) مدني، وأبو بكر، أي: وذوي شرك، وهم الشركاء.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 625 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية