الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين

                                                                                                                                                                                                ثم ذكر عناد قريش وحرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إيمانهم، وعرفه أنهم من قسم من حقت عليه الضلالة، وأنهلا يهدي من يضل ، أي: لا يلطف ممن يخذل، لأنه عبث، والله تعالى متعال عن العبث; لأنه من قبيل القبائح التي لا تجوز عليه، وقرئ: "لا يهدي" أي: لا تقدر أنت ولا أحد على هدايته وقد خذله الله، وقوله: وما لهم من ناصرين : دليل على أن المراد بالإضلال: الخذلان الذي هو نقيض النصرة، ويجوز أن يكون: "لا يهدي" بمعنى: لا يهتدي، يقال: هداه الله فهدي، وفي قراءة أبي: "فإن الله لا هادي لمن يضل"، "ولمن أضل"، وهي معاضدة لمن قرأ: "لا يهدي" على البناء للمفعول، وفي قراءة عبد الله : "يهدي" بإدغام تاء يهتدي، وهي معاضدة للأولى، وقرئ "يضل" بالفتح، وقرأ النخعي : "إن تحرص" بفتح الراء، وهي لغية.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية