الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: فأسر بأهلك بقطع من الليل ؛ أي: بظلمة من الليل؛ يقال: معنى "قطع من الليل": أي: قطعة صالحة؛ [ ص: 69 ] وكذلك "مضى عنك من الليل"؛ و"سعو من الليل"؛ ويقرأ: "فأسر"؛ بإثبات الهمزة في اللفظ؛ ويقرأ: "فاسر"؛ يقال: "أسريت؛ وسريت"؛ إذا سرت ليلا؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        سريت بهم حتى تكل مطيهم وحتى الجياد ما يقدن بأرسان

                                                                                                                                                                                                                                        وقال النابغة :


                                                                                                                                                                                                                                        أسرت عليهم من الجوزاء سارية     تزجي الشمال عليها جامد البرد

                                                                                                                                                                                                                                        وقد رووا في هذا البيت: "سرت"؛ وقال الله - جل وعز -: سبحان الذي أسرى بعبده

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: إلا امرأتك ؛ يجوز فيه النصب؛ والرفع؛ فمن قرأ: "إلا امرأتك"؛ بالنصب؛ فعلى معنى: [ ص: 70 ] "فأسر بأهلك إلا امرأتك"؛ ومن قرأ بالرفع؛ حمله على معنى: "ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية