الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
(ذكر فوائد تتعلق بخبر هذه العقبة)

قول البراء : نمنعك مما نمنع منه أزرنا . العرب تكني عن المرأة بالإزار ، وتكني به أيضا عن النفس ، وتجعل الثوب عبارة عن لابسه ، ويحتمل هنا الوجهين . قاله السهيلي . قال : ومعرور معناه مقصود ، ورأيت بخط جدي أبي بكر محمد بن أحمد رحمه الله : البراء في اللغة ممدود : آخر ليلة من الشهر وبها سمي البراء بن معرور ، وكانت العرب تسمي بما تسمعه حال ولادة المولود .

[ ص: 283 ] قلت : وابنه بشر بن البراء الذي سوده رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني سلمة كما ذكر ابن إسحاق ، وكما أنبأنا محمد بن أبي الفتح الصوري بقراءة الحافظ أبي الحجاج المزي عليه ، وأنا أسمع ، أخبركم أبو القاسم بن الحرستاني قراءة عليه وأنتم تسمعون ؟ فأقر به . أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أخبرنا جدي أبو بكر ، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي ، حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن كعب بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبني ساعدة : "من سيدكم" ؟ قالوا : الجد بن قيس . قال : بم سودتموه ؟ قالوا : إنه أكثرنا مالا ، وإنا على ذلك لنزنه بالبخل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأي داء أدوأ من البخل ؟ قالوا : فمن ؟ قال سيدكم بشر بن البراء بن معرور" .

وكان أول من استقبل القبلة حيا وميتا ، وكان يصلي إلى الكعبة ورسول الله يصلي إلى بيت المقدس ، فأطاع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما حضره الموت قال لأهله استقبلوا بي الكعبة . كذا روينا في هذا الخبر .

التالي السابق


الخدمات العلمية