الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم

                                                                                                                                                                                                                                        وكذلك أي وكما اجتباك لمثل هذه الرؤيا الدالة على شرف وعز وكمال نفس . يجتبيك ربك للنبوة والملك أو لأمور عظام ، والاجتباء من جبيت الشيء إذا حصلته لنفسك . ويعلمك كلام مبتدأ خارج عن التشبيه كأنه قيل وهو يعلمك . من تأويل الأحاديث من تعبير الرؤيا لأنها أحاديث الملك إن كانت صادقة ، وأحاديث النفس أو الشيطان إن كانت كاذبة . أو من تأويل غوامض كتب الله تعالى وسنن الأنبياء وكلمات الحكماء ، وهو اسم جمع للحديث كأباطيل اسم جمع للباطل . ويتم نعمته عليك بالنبوة أو بأن يصل نعمة الدنيا بنعمة الآخرة . وعلى آل يعقوب يريد به سائر بنيه ، ولعله استدل على نبوتهم بضوء الكواكب أو نسله . كما أتمها على أبويك بالرسالة وقيل على إبراهيم بالخلة والإنجاء من النار وعلى إسحاق بإنقاذه من الذبح وفدائه بذبح عظيم . من قبل أي من قبلك أو من قبل هذا الوقت . إبراهيم [ ص: 156 ] وإسحاق عطف بيان لأبويك . إن ربك عليم بمن يستحق الاجتباء . حكيم يفعل الأشياء على ما ينبغي .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية