الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : قال تعالى في هذه الآية : { لذي القربى } ; فنظر قوم إلى أنها قربى من قريش ، لقوله في هذه الآية الأخرى : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } .

                                                                                                                                                                                                              قال صلى الله عليه وسلم : { إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم } .

                                                                                                                                                                                                              ولما نزلت : { وأنذر عشيرتك الأقربين } .

                                                                                                                                                                                                              ورهطك منهم المخلصين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا فعم وخص .

                                                                                                                                                                                                              وقال : { يا بني كعب بن لؤي ; أنقذوا أنفسكم من النار ; يا بني مرة بن كعب ; أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد شمس ; أنقذوا أنفسكم من النار ; يا بني هاشم ; أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب ; أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة ; أنقذي نفسك من النار ; فإني لا أملك لك من الله شيئا } .

                                                                                                                                                                                                              فهذه قراباته التي دعا على العموم والخصوص حين دعي إلى أن يدعوهم ، لكن ثبت في الصحيح أن عثمان قال له : يا رسول الله ; أعطيت بني هاشم وبني المطلب وتركتنا ، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة ; فقال : { إن بني عبد المطلب لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام } .

                                                                                                                                                                                                              أما قوله : " وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة " .

                                                                                                                                                                                                              فلأن هاشما والمطلب وعبد شمس بنو عبد مناف .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 409 ] وقوله صلى الله عليه وسلم : { إن بني عبد المطلب لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام } إشارة إلى أن الألفة في الجاهلية كانت من بني هاشم وبني المطلب في الشعب ، وخرجت عنهم بنو عبد شمس إلى المباينة ، فاتصلت القرابة الجاهلية بالمودة ، فانتظما .

                                                                                                                                                                                                              وهذا يعضد أن بيان الله للأصناف بيان للمصرف وليس بيانا للمستحق .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية