الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ثماني عشرة ومائة

فمن الحوادث فيها غزوة معاوية وسليمان ابني هشام بن عبد الملك الروم .

وفيها: وجه بكير بن ماهان عمار بن يزيد إلى خراسان واليا على شيعة بني العباس ، وغير اسمه وتسمى بخداش ، ودعا إلى محمد بن علي [بن عبد الله بن عباس] فتسارع الناس إليه وسمعوا وأطاعوا ، ثم غير ما دعاهم إليه وكذب وأظهر دين الخرمية ، ورخص لبعضهم في نساء بعض ، وأخبرهم أن ذلك عن أمر محمد بن علي ، فبلغ خبره إلى أسد بن عبد الله ، فوضع عليه العيون حتى ظفر به ، فأمر به فقطعت يده ، وقلع لسانه ، وسملت عينه ، وقتله وصلبه بآمل .

وفيها: اتخذ أسد مدينة بلخ دارا ، ونقل إليها الدواوين ، واتخذ المصانع ، ثم غزا طخارستان ، ففتح وأصاب وسبى .

وفيها: عزل خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم عن المدينة ، واستعمل عليها محمد بن هشام بن إسماعيل ، وجاء كتاب إلى أبي بكر بن حزم يوم عزل خالد عن [ ص: 187 ] المدينة بإمرته ، فصعد المنبر وصلى بالناس ستة أيام ، ثم قدم محمد بن هشام من مكة عاملا على المدينة .

وفيها: حج بالناس محمد بن هشام وهو أمير مكة والمدينة والطائف . قاله الواقدي .

وقال غيره: إنما كان عامل المدينة في هذه السنة خالد بن عبد الملك . وكان على العراق خالد بن عبد الله وإليه المشرق ، وعامله على خراسان أخوه أسد بن عبد الله ، وعامله على أرمينية وأذربيجان مروان بن محمد ، وعلى البصرة وأحداثها وقضائها والصلاة بأهلها بلال بن أبي بردة .

أخبرنا محمد بن ناصر ، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد المنكدري ، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت ، قال: حدثنا أبو بكر بن الأنباري ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا أحمد بن عبيد ، قال: أخبرنا المدائني ، قال: نظر مالك بن دينار إلى رجل قد اشترى سمكة بستة دراهم ، وثيابه تساوي ثلاثة دراهم ، فقال: يا هذا ، اشتريت سمكة بستة دراهم وثيابك لعلها تساوي ثلاثة دراهم ، فقال له: يا أبا يحيى لست أريدها لنفسي إنما اشتريتها للأمير الظالم الذي يطالبنا بما لا نطيق -وذكر له بلال بن أبي بردة- قال: فامض معي إليه ، فمضى فاستأذن فأذن له ، فقال له: يا ذا الرجل ، أزل عن الناس ما تعتمده من الظلم ، ولا تعرض لهذا البائس ، قال: قد أزلت عنه المظلمة لمكانك يا أبا يحيى ، ادع الله لي دعوة ، قال: وما ينفعك أن أدعو لك وعلى بابك مائتان يدعون عليك .

[ ص: 188 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية