( سُورَةُ
يُوسُفَ مِائَةٌ وَإِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً مَكِّيَّةٌ )
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28983الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=4إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=5قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=6وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=7لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=9اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=10قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=11قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=12أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=13قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=14قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=15فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=16وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=17قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=18وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=19وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=20وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=22وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=23وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=24وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=25وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
[ ص: 276 ] الطَّرْحُ لِلشَّيْءِ رَمْيُهُ وَإِلْقَاؤُهُ ، وَطَرَحَ عَلَيْهِ الثَّوْبَ أَلْقَاهُ ، وَطَرَحْتُ الشَّيْءَ أَبْعَدْتُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
عُرْوَةَ بْنِ الْوَرْدِ :
وَمَنْ يَكُ مِثْلِي ذَا عِيَالٍ وَمُقْتِرًا مِنَ الْمَالِ يَطْرَحْ نَفْسَهُ كُلَّ مَطْرَحِ
وَالنَّوَى : الطَّرُوحُ الْبَعِيدَةُ . الْجُبُّ : الرَّكِيَّةُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ فَإِذَا طُوِيَتْ فَهِيَ بِئْرٌ ، قَالَ
الْأَعْشَى :
لَئِنْ كُنْتَ فِي جُبٍّ ثَمَانِينَ قَامَةً وَرُقِّيتَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
وَيُجْمَعُ عَلَى جُبَبٍ وَجِبَابٍ وَأَجْبَابٍ ، وَسُمِّيَ جُبًّا لِأَنَّهُ قُطِعَ فِي الْأَرْضِ ، مِنْ جَبَبْتُ ؛ أَيْ : قَطَعْتُ . الِالْتِقَاطُ : تَنَاوَلُ الشَّيْءِ مِنَ الطَّرِيقِ ، يُقَالُ : لَقَطَهُ وَالْتَقَطَهُ ، وَقَالَ : وَمَنْهَلٌ لَقَطْتُهُ الْتِقَاطًا ، وَمِنْهُ : اللُّقَطَةُ وَاللَّقِيطُ .
ارْتَعَى : افْتَعَلَ مِنَ الرَّعْيِ بِمَعْنَى الْمُرَاعَاةِ وَهِيَ الْحِفْظُ لِلشَّيْءِ ، أَوْ مِنَ الرَّعْيِ وَهُوَ أَكْلُ الْحَشِيشِ وَالنَّبَاتِ ، يُقَالُ : رَعَتِ الْمَاشِيَةُ الْكَلَأَ تَرْعَاهُ رَعْيًا أَكْلَتْهُ ، وَالرِّعْيُ بِالْكَسْرِ الْكَلَأُ ، وَمِثْلُهُ ارْتَعَى ، قَالَ
الْأَعْشَى :
تَرْتَعِي السَّفْحَ فَالْكَثِيبَ فَذَا قَا رٍ فَرَوْضَ الْقَطَا فَذَاتَ الرِّمَالِ
رَتَعَ : أَقَامَ فِي خِصْبٍ وَتَنَعُّمٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْغَضْبَانِ بْنِ الْقَبَعْثَرَى : الْقَيْدُ ، وَالْمُتْعَةُ ، وَقِلَّةُ الرَّتْعَةِ . وَقَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَكُفْرًا بَعْدَ رَدِّ الْمَوْتِ عَنِّي وَبَعْدَ عَطَائِكَ الْمِائَةَ الرِّتَاعَا
الذِّئْبُ : سَبُعٌ مَعْرُوفٌ ، وَلَيْسَ فِي صَقْعِنَا الْأَنْدَلُسِيِّ ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَذْؤُبٍ وَذِئَابٍ وَذُؤْبَانٍ ، قَالَ :
وَأَزْوَرَ يَمْطُو فِي بِلَادٍ بَعِيدَةٍ تَعَاوَى بِهِ ذُؤْبَانُهُ وَثَعَالِبُهُ
وَأَرْضٌ مَذْأَبَةٌ كَثِيرَةُ الذِّئَابِ ، وَتَذَاءَبَتِ الرِّيحُ جَاءَتْ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا ، فِعْلُ الذِّئْبِ ، وَمِنْهُ الذُّؤَابَةُ مِنَ الشَّعْرِ لِكَوْنِهَا تَنُوسُ إِلَى هُنَا وَإِلَى هُنَا ، الْكَدْبُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ الْكَدَرِ ، وَقِيلَ : الطَّرِيُّ ، سَوَّلَ مِنَ السَّوَلِ ، وَمَعْنَاهُ سَهَّلَ ، وَقِيلَ : زَيَّنَ . ( أَدْلَى الدَّلْوَ ) أَرْسَلَهَا لِيَمْلَأَهَا ، وَدَلَّاهَا يَدْلُوهَا جَذَبَهَا وَأَخْرَجَهَا مِنَ الْبِئْرِ ، قَالَ : لَا تَعْقِلُوهَا وَادْلُوهَا دَلْوًا ، وَالدَّهْرُ مَعْرُوفٌ ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ فَتُصَغَّرُ عَلَى دُلَيَّةٍ ، وَتُجْمَعُ عَلَى أَدْلٍ وَدِلَاءٍ وَدُلِيٍّ ، الْبِضَاعَةُ : الْقِطْعَةُ مِنَ الْمَالِ تُجْعَلُ لِلتِّجَارَةِ ، مِنْ بَضَعْتُهُ إِذَا قَطَعْتَهُ ، وَمِنْهُ الْمِبْضَعُ ، الْمُرَاوَدَةُ : الطَّلَبُ بِرِفْقٍ وَلِينُ الْقَوْلِ ، وَالرَّوْدُ : التَّأَنِّي يُقَالُ : أَرْوِدْنِي أَمْهِلْنِي ، وَالرِّيَادَةُ : طَلَبُ النِّكَاحِ . وَمَشَى رُوَيْدًا أَيْ : بِرِفْقٍ ، أَغْلَقَ الْبَابَ وَأَصْفَدَهُ وَأَقْفَلَهُ بِمَعْنًى ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقُ :
مَا زِلْتُ أُغْلِقُ أَبْوَابًا وَأَفْتَحُهَا حَتَّى أَتَيْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ عَمَّارٍ
هَيْتَ : اسْمُ فِعْلٍ بِمَعْنَى أَسْرِعْ ، قَدَّ الثَّوْبَ : شَقَّهُ . السَّيِّدُ فَيْعِلٌ مِنْ سَادَ يَسُودُ ، يُطْلَقُ عَلَى الْمَالِكِ ، وَعَلَى رَئِيسِ الْقَوْمِ ، وَفَيْعِلٌ بِنَاءٌ مُخْتَصٌّ بِالْمُعْتَلِّ ، وَشَذَّ بَيْئِسُ وَصَيْقِلُ اسْمُ امْرَأَةٍ . السِّجْنُ : الْحَبْسُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=1الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=28983إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا . وَقَالَ
ابْنُ [ ص: 277 ] عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ : إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِهَا ، وَسَبَبُ نُزُولِهَا أَنَّ كُفَّارَ
مَكَّةَ أَمَرَتْهُمُ
الْيَهُودُ أَنْ يَسْأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ السَّبَبِ الَّذِي أَحَلَّ
بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمِصْرَ فَنَزَلَتْ ، وَقِيلَ : سَبَبُهُ تَسْلِيَةُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَّا كَانَ يَفْعَلُ بِهِ قَوْمُهُ بِمَا فَعَلَ إِخْوَةُ
يُوسُفَ بِهِ ، وَقِيلَ : سَأَلَتِ
الْيَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُحَدِّثَهُمْ أَمْرَ
يَعْقُوبَ وَوَلَدِهِ وَشَأْنَ
يُوسُفَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فَتَلَاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا ، فَنَزَلَتْ .
وَوَجْهُ مُنَاسَبَتِهَا لِمَا قَبْلَهَا وَارْتِبَاطِهَا أَنَّ فِي آخِرِ السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ) وَكَانَ فِي تِلْكَ الْأَنْبَاءِ الْمَقْصُوصَةِ فِيهَا مَا لَاقَى الْأَنْبِيَاءُ مِنْ قَوْمِهِمْ ، فَأَتْبَعَ ذَلِكَ بِقِصَّةِ
يُوسُفَ ، وَمَا لَاقَاهُ مِنْ إِخْوَتِهِ ، وَمَا آلَتْ إِلَيْهِ حَالُهُ مِنْ حُسْنِ الْعَاقِبَةِ ، لِيَحْصُلَ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التَّسْلِيَةُ الْجَامِعَةُ لِمَا يُلَاقِيهِ مِنْ أَذَى الْبَعِيدِ وَالْقَرِيبِ ، وَجَاءَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ مُطَوَّلَةً مُسْتَوْفَاةً ، فَلِذَلِكَ لَمْ يَتَكَرَّرْ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا مَا أَخْبَرَ بِهِ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ فِي سُورَةِ غَافِرٍ ، وَالْإِشَارَةُ بِـ " تِلْكَ آيَاتُ " إِلَى " الر " وَسَائِرِ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ الَّتِي تَرَكَّبَتْ مِنْهَا آيَاتُ الْقُرْآنِ ، أَوْ إِلَى التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، أَوِ الْآيَاتِ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي سُورَةِ هُودٍ ، أَوْ إِلَى آيَاتِ السُّورَةِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=1الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) السُّورَةِ أَيْ : تِلْكَ الْآيَاتُ الَّتِي أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ - أَقْوَالٌ - . وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْكِتَابِ الْقُرْآنُ ، وَالْمُبِينُ إِمَّا الْبَيِّنُ فِي نَفْسِهِ الظَّاهِرُ أَمْرُهُ فِي إِعْجَازِ الْعَرَبِ وَتَبْكِيتِهِمْ ، وَإِمَّا الْمُبِينُ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَالْحُدُودَ وَالْأَحْكَامَ وَمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ ، أَوِ الْمُبِينُ الْهُدَى وَالرُّشْدَ وَالْبَرَكَةَ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ ، أَوِ الْمُبِينُ مَا سَأَلَتْ عَنْهُ
الْيَهُودُ ، أَوْ مَا أَمَرَتْ أَنْ يُسْأَلَ مِنْ حَالِ انْتِقَالِ
يَعْقُوبَ مِنَ
الشَّامِ إِلَى
مِصْرَ وَعَنْ قِصَّةِ
يُوسُفَ ، أَوِ الْمُبِينُ مِنْ جِهَةِ بَيَانِ اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ وَجَوْدَتِهِ ، إِذْ فِيهِ سِتَّةُ أَحْرُفٍ لَمْ تُجْمَعْ فِي لِسَانٍ ، رُوِيَ هَذَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : وَهِيَ الطَّاءُ وَالظَّاءُ وَالضَّادُ وَالصَّادُ وَالْعَيْنُ وَالْخَاءُ انْتَهَى ، وَالضَّمِيرُ فِي ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ) عَائِدٌ عَلَى الْكِتَابِ الَّذِي فِيهِ قِصَّةُ
يُوسُفَ ، وَقِيلَ : عَلَى الْقُرْآنِ ، وَقِيلَ : عَلَى نَبَأِ
يُوسُفَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ nindex.php?page=showalam&ids=12590وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ ، وَقِيلَ : هُوَ ضَمِيرُ الْإِنْزَالِ ، وَ ( قُرْآنًا ) هُوَ الْمَعْطُوفُ بِهِ ، وَهَذَانِ ضَعِيفَانِ ، وَانْتَصَبَ ( قُرْآنًا ) قِيلَ : عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الضَّمِيرِ ، وَقِيلَ : عَلَى الْحَالِ الْمُوطِّئَةِ ، وَسُمِّيَ الْقُرْآنُ قُرْآنًا ؛ لِأَنَّهُ اسْمُ جِنْسٍ يَقَعُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ، وَ ( عَرَبِيًّا ) مَنْسُوبٌ إِلَى الْعَرَبِ ، وَالْعَرَبُ جَمْعُ عَرَبِيٍّ ، كَرُومٍ وَرُومِيٍّ ،
وَعَرِبَةُ نَاحِيَةُ دَارِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
وَعَرْبَةُ أَرْضٍ مَا يُحِلُّ حَرَامَهَا مِنَ النَّاسِ إِلَّا اللَّوْذَعِيُّ الْحُلَاحِلُ
وَيَعْنِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُحِلَّتْ لَهُ
مَكَّةُ ، وَسَكَّنَ رَاءَ " عَرْبَةُ " الشَّاعِرُ ضَرُورَةً ، قِيلَ : وَإِنْ شِئْتَ نَسَبْتَ الْقُرْآنَ إِلَيْهَا ابْتِدَاءً ؛ أَيْ : عَلَى لُغَةِ أَهْلِ هَذِهِ النَّاحِيَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) مَا تَضَمَّنَ مِنَ الْمَعَانِي ، وَاحْتَوَى عَلَيْهِ مِنَ الْبَلَاغَةِ وَالْإِعْجَازِ فَتُؤْمِنُونَ ، إِذْ لَوْ كَانَ بِغَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ لَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ )