الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: خذ من أموالهم صدقة قال المفسرون: لما تاب الله عز وجل على أبي لبابة وأصحابه ، قالوا: يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا ، فقال:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 496 ] "ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا" فنزلت هذه الآية .


                                                                                                                                                                                                                                      "وفي هذه الصدقة" قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنها الصدقة التي بذلوها تطوعا ، قاله ابن زيد ، والجمهور . والثاني: الزكاة ، ، قاله عكرمة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: تطهرهم وقرأ الحسن "تطهرهم بها" بجزم الراء . قال الزجاج : يصلح أن يكون قوله "تطهرهم" نعتا للصدقة ، كأنه قال: خذ من أموالهم صدقة مطهرة . والأجود أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ، المعنى: فإنك تطهرهم بها فـ تطهرهم . بالجزم ، على جواب الأمر ، المعنى: إن تأخذ من أموالهم ، تطهرهم . ولا يجوز في "تزكيهم" إلا إثبات الياء ، اتباعا للمصحف . قال ابن عباس : "تطهرهم" من الذنوب ، "وتزكيهم": تصلحهم . وفي قوله: وصل عليهم قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: استغفر لهم ، قاله ابن عباس . والثاني: ادع لهم ، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " إن صلواتك " قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، ونافع ، وابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم "إن صلواتك" على الجمع . وقرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم "إن صلاتك" على التوحيد . وفي قوله: سكن لهم خمسة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: طمأنينة لهم أن الله قد قبل منهم ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . وقال أبو عبيدة: تثبيت وسكون . والثاني: رحمة لهم ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث: قربة لهم ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والرابع: وقار لهم ، قاله قتادة . والخامس: تزكية لهم ، حكاه الثعلبي . قال الحسن ، وقتادة: وهؤلاء سوى الثلاثة الذين خلفوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية