الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1749 (باب إعطاء من يسأل بغلظة)

                                                                                                                              وقال النووي : (باب إعطاء المؤلفة، ومن يخاف على إيمانه إن لم يعط. واحتمال من سأل بجفاء لجهله. وبيان الخوارج وأحكامهم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 146 - 147 ج7 المطبعة المصرية [عن أنس بن مالك، قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أثرت بها حاشية [ ص: 647 ] الرداء من شدة جبذته. ثم قال: يا محمد! مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس بن مالك ) رضي الله عنه، (قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية. فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة) .

                                                                                                                              (جبذ) و (جذب) : لغتان مشهورتان. وكلاهما صحيح.

                                                                                                                              (نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد! مر لي من مال الله الذي عندك.

                                                                                                                              فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء) .

                                                                                                                              فيه: احتمال الجاهلين، والإعراض عن مقابلتهم، ودفع السيئة بالحسنة، وإعطاء من يتألف قلبه، والعفو عن مرتكب كبيرة "لا حد فيها" بجهله، وإباحة الضحك عند الأمور، التي يتعجب منها في العادة.

                                                                                                                              وفيه: كمال خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحلمه، وصفحه الجميل.

                                                                                                                              وفي حديث همام: "فجاذبه حتى انشق البرد. وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم".

                                                                                                                              [ ص: 648 ] قال عياض : يحتمل أنه على ظاهره. وأن الحاشية انقطعت وبقيت في العنق.

                                                                                                                              ويحتمل أن يكون معناه: بقي أثرها. لقوله في الرواية الأخرى:

                                                                                                                              "أثرت بها حاشية الرداء". انتهى.

                                                                                                                              وفيه: دليل على شدة جفاء الأعراب، وأنهم جفاة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية