الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [146] سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين

                                                                                                                                                                                                                                      " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض أي سأمنع فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي وشريعتي وأحكامي، قلوب المتكبرين عن طاعتي، والمتكبرين على الناس، أي فكما استكبروا أذلهم الله بالجهل، كقوله تعالى: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة وقوله تعالى: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى " بغير الحق إما صلة للفعل، أي يتكبرون بما ليس بحق، وهو دينهم الباطل، أو حال من فاعله، أي يتكبرون غير محقين. " وإن يروا كل آية أي حجة من الآيات والحجج المنزلة عليهم. " لا يؤمنوا بها تكبرا عليها " وإن يروا سبيل الرشد يعني طريق الحق والهدى والاستقامة واضحا ظاهرا " لا يتخذوه سبيلا لمنافاته أهويتهم " وإن يروا سبيل الغي أي الضلال عن الحق والهلاك " يتخذوه سبيلا أي طريقا يميلون إليه " ذلك أي الصرف عن الآيات، أو اتخاذهم الغي سبيلا. " بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين أي: لاهين لا يتفكرون فيها، ولا يتعظون بها، أو غافلين عما ينزل بهم من مخافة الرسل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية