الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : حتى إذا أدركه الغرق . الآية . أخرج ابن أبي حاتم ، من طريق الضحاك عن ابن عباس قال : لما خرج آخر أصحاب موسى ودخل آخر أصحاب فرعون أوحي إلى البحر أن أطبق عليهم . فخرجت أصبع فرعون بلا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل . قال جبريل : فعرفت أن الرب رحيم وخفت أن تدركه الرحمة فدمسته بجناحي وقلت : آلآن وقد عصيت قبل . فلما خرج موسى وأصحابه قال : من تخلف في المدائن من قوم فرعون : ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون فأوحي إلى البحر أن الفظ فرعون عريانا فلفظه عريانا أصلع أخنس قصيرا فهو قوله : فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية لمن قال : إن فرعون لم يغرق . وكان نجاه عبرة لم يكن نجاه عافية ثم أوحي إلى البحر أن الفظ ما فيك . فلفظهم على الساحل وكان البحر لا يلفظ غريقا يبقى في بطنه حتى يأكله السمك فليس يقبل البحر غريقا إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، والترمذي وحسنه، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس [ ص: 700 ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أغرق الله عز وجل فرعون قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل . قال لي جبريل : يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطيالسي والترمذي وصححه، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "الشعب"، من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال لي جبريل : لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في في فرعون مخافة أن تدركه الرحمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن جبريل عليه السلام قال : لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه حتى لا يتابع الدعاء لما أعلم من فضل رحمة الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ص: 701 ] قال لي جبريل : ما كان على الأرض شيء أبغض إلي من فرعون فلما آمن بفيه جعلت أحشو فاه حمأة وأنا أغطه خشية أن تدركه الرحمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير والبيهقي في "شعب الإيمان" عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال لي جبريل : يا محمد، لو رأيتني وأنا أغط فرعون بإحدى يدي وأدس من الحال في فيه مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال لي جبريل : ما غضب ربك على أحد غضبه على فرعون؛ إذ قال : ما علمت لكم من إله غيري وإذ قال : أنا ربكم الأعلى فلما أدركه الغرق استغاث وأقبلت أحشو فاه مخافة أن تدركه الرحمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير قال : كانت عمامة جبريل يوم غرق فرعون سوداء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال لي جبريل : ما أبغضت شيئا من خلق الله ما أبغضت إبليس يوم أمر بالسجود فأبى أن يسجد، وما أبغضت شيئا أشد بغضا من فرعون، فلما كان يوم الغرق خفت أن [ ص: 702 ] يعتصم بكلمة الإخلاص فينجو، فأخذت قبضة من حمأة فضربت بها في فيه فوجدت الله عليه أشد غضبا مني فأمر ميكائيل فأتاه فقال : آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي قال : بعث الله إليه ميكائيل ليعيره فقال : آلآن وقد عصيت قبل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر والطبراني ، في "الأوسط" عن أبي بكر الصديق قال : أخبرت أن فرعون كان أثرم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية