الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5868 - nindex.php?page=hadith&LINKID=10367328عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار ، فقلت : يا رسول الله ! لو أن أحدهم نظر إلى قدمه أبصرنا ، فقال : ( nindex.php?page=treesubj&link=30670_28729_29676يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ ) . متفق عليه .
المعجزة : مأخوذ من العجز الذي هو ضد القدرة ، وفي التحقيق : المعجز فاعل العجز في غيره ، وهو الله سبحانه ، وسميت دلالات صدق الأنبياء وأعلام الرسل معجزة المرسل إليهم عن معارضتهم بمثلها ، والهاء فيها إما للمبالغة كعلامة ونسابة ، وإما أن يكون صفة لمحذوف كآية وعلامة ذكره الطيبي .
الفصل الأول
5868 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق رضي الله عنه ) ، بصيغة الإفراد في أصح النسخ بناء على نهاية خصوصيته ، وغاية مزيته ، لا سيما في هذا المقام ، فإنه بالنسبة إلى أنس كالسيد والغلام نظرا إلى أنه الأستاذ ، وإليه الإسناد ، مع احتمال أن الترضية من كلام أنس . وفي نسخة رضي الله عنهما جمعا بينهما لأداء حقوقهما ، [ ص: 3776 ] وأصل استحقاقهما ، ( قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رءوسنا ) أي : كأنها فوق رءوسنا ( ونحن ) أي : أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( في الغار ) ، اللام للعهد الذهني نحو قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إذ هما في الغار أي غار ثور للاختفاء من الكفار على قصد الهجرة إلى الدار . قال الطيبي : الغار نقب في أعلى ثور ، وهو جبل بمنى مكة على مسيرة ساعة أي : ساعة نجومية ، أو المراد بها مدة قليلة . قيل : طلع المشركون فوق الغار في طلب سيد الأبرار ، فأشفق أبو بكر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : إن تصب اليوم ذهب دين الله . وقال أيضا من كمال الاضطراب خوفا على ذلك الجناب ما رواه أنس عنه ، ( nindex.php?page=treesubj&link=30670_29676فقلت : يا رسول الله ! لو أن أحدهم نظر إلى قدمه ) أي : موضعها ( أبصرنا ) ، أي لتقابلنا ( قال : يا أبا بكر ! ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) ؟ فنزل قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ونسبة الإخراج إليهم لكونهم سببا لخروجه بأمر الله إياه لحكمة أرادها الله . روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( اللهم اعم أبصارهم ) فجعلوا يترددون حول الغار ولا يفطنون قد أخذ الله بأبصارهم عنه اهـ .
ولا يخفى أن القصة بانضمام هذه الرواية ، وما في معناه قضية الحمامة والعنكبوت حيث أظهرها الله في عيونهم على باب الغار تصير معجزة ، هذا وقال الطيبي : معنى قوله : الله ثالثهما جاعلهما ثلاثة بضم نفسه تعالى إليهما في المعية المعنوية التي أشار إليها بقوله سبحانه : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40إن الله معنا ثم قال : فإن قلت : أي فرق بين هذا ، وبين قوله تعالى لموسى وهارون : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46لا تخافا إنني معكما ؟ قلت : بينهما بون بعيد ، لأن معنى قوله : ( معكما ) ناصركما وحافظكما من مضرة فرعون ومعنى قول : الله ثالثهما إن الله تعالى جاعلهما ثلاثة ، فيكون سبحانه أحد الثلاثة ، وإن كل واحد منهم مشترك فيما له ، وعليه من النصرة والخذلان .